يعرض الآن

Gazing-Future Of Forestry
ﺍﺳﺘﻤﻊ ﻟﻠﺒﺚ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ

علاج النطق

مساعدة المحتاجين

 

جيهان، ما هي طبيعة العمل التي تقومي به كمعالجة نطق؟

جيهان: كأخصائيين نطق نقوم بالكثير من العمل، نتعامل مع التأخر او البطئ اللغوي ونعمل على 'التأتأة' عند الناس وايضا مشاكل الصوت او الكلام او القواعد او اي نوع يتعلق بالنطق بشكل عام.

 

الياس: هل تعملين فقط في منطقة بيت لحم؟

جيهان: يأتي إلينا من العديد من المناطق وليس فقط من بيت لحم، ايضا من الخليل ورام الله وجنين ونابلس رغم بعد المسافة يأتون إلى المركز الذي نعمل به.

 

الياس: ما هي نوعية الأشخاص التي تأتي للمركز؟

جيهان: عادة الأشخاص التي تتوجه إلى عيادتي اطفال لديهم مشاكل اما بحذف الحروف أو قلبها مثل ر بدلا من ل، ك بدلا من ت، س بدلا من ف، نطلق عليها بالعامية "بقرط". يأتي أيضا اطفال ذو مشاكل بالسمع او مشاكل بالصوت نتيجة بالصراخ العالي او اطفال لديهم اعاقة عقلية او جسدية، أو أطفال لديهم توحد، أيضا يأتي اشخاص كبيرة بالسن قد أصيبوا بجلطة حيث تؤدي الجلطة إلى مشاكل بالبلع أو النطق او التركيز والذاكرة، اضافة إلى العمل مع اطفال ذو مشاكل بالدراسة حيث لدي دبلوم عالي في التربية الخاصة.

 

الياس: ‏لماذا يعاني الناس في نطقهم؟

 

جيهان: ‏يوجد أسباب كثيرة ‏لمشاكل النطق واللغة، اهمها انه يولد الطفل وتولد معه للمشكلة، ممكن أن تكون ‏مشاكل في الحمل موجودة عند الأم، عدم السمع أو قلّته. ممكن يكون لديهم مشاكل نفسية أو اجتماعية تؤدي إلى "تأتأة" الطفل، وعدم استخدام الصوت بشكل صحيح يؤدي إلى مشاكل بالصوت. يوجد أطفال لديهم اعاقة عقلية أو مرض التوحد، أو متلازمة داون وأي مرض معين. جميع هذه الامراض وغيرها تصاحب الطفل بمشاكل في النطق واللغة، لذا يتوجهون إلينا.

 

الياس: نعيش في منطقة حرب، ‏هل هذا الصراع يسبب مشكلة؟

جيهان: ‏أكيد، الصراع الموجود في المنطقة التي نعيش فيها يسبب مشاكل كبيرة للنطق ‏خاصة "التأتأة" ‏حيث كثير من الأطفال الذين واجهوا مواقف مزعجة او مواقف أثرت فيهم نفسيا ‏او اجتماعيا أثرت عليهم من ناحية النطق واصبح لديهم تأتأة او خجل عند الحديث ‏أو إنسحابية ‏أو عزلة ‏عن الآخرين تسبب لهم مشاكل كبيرة في التواصل.

 

ال‏ياس: ‏هل تحتاج جميع أفراد العائلة ان ‏تشارك في برنامج للمساعدة ؟

جيهان: ‏من المفروض أن تكون مجموعة متكاملة مع بعض. ‏ممكن أخصائي نطق يشتغل مع أخصائي نفسي أو علاج طبيعي أو وظيفي حيث جميعهم يكملون بعض مع الاهل ‏يجب أن يكونوا ‏منخرطين ‏بالعملية التعليمية، ‏لان ما يتعلمه الطفل خلال تلك الساعة يجب على الأهل تطبيقه في البيت حتى نجد نتائج سريعة ‏وإيجابية في وقت قصير.

 

الياس: ‏هل المشكلة تتعلق أكثر بقلة الثقة؟

جيهان: ‏أحيانا عدم الثقة بالنفس تسبب للطفل مشاكل كبيرة، ‏يصبح انسحابي ولا يحب التواصل مع الآخرين، ‏والنقص باللغة أو المخزون اللغوي في الدماغ يؤدي الى عدم مقدرة الطفل على التواصل مع الآخرين أيضا عدم القدرة على الدراسة او التحليل والمنطق جميع هذه المشاكل تؤدي إلى الطفل ان لا يكون ناجحا بحياته.

 

الياس: ‏هل مشكلة النطق تسبب معيقات أخرى في حياة الفرد؟

جيهان: ‏أكيد كما ذكرت سابقا ‏حيث يواجه مشاكل تتعلق بعدم قدرته على اكمال حياته بنجاح أو بطريقة طبيعية حيث ‏يحتاج إلى أشخاص تدعمه وايضا تعالجه ‏لانه غير قادر على إكمال مهماته الدراسية والاجتماعية حيث يفضّل العزلة والوحدة ويكوِّن حاجز يفصله عن التواصل مع الآخرين خاصة إذا كان طفلا حيث يقل تخالطه مع الاخرين واللعب معهم ‏حيث أن اللعب ينمي شخصية الطفل و ‏قدراته. جميع هذه الأمور تؤثر على الطفل في المستقبل لأنه نعرف أن شخصية الطفل تتكون في أول ثلاث الى أربع سنوات من حياة الطفل  بالاضافة إلى اللغة.

 

الياس: ‏ماهي نوعية التغيرات التي لاحظتها؟

جيهان:  ‏كثير من التغيرات والتطورات وجدتها في عيادتي، شيء جميل جدا ‏أن يكون الطفل غير قادر على لفظ حرف معين وبعد عدد من الجلسات يصبح قادرا على لفظه بطريقة صحيحة. ‏نشعر بالإنجاز والطفل أيضا يلاحظ هذا الشيء والأهل بطبيعة الحال، ‏ماراح تفرق عندما الطفل يكون لديه تأتأة كثيرة وتقل جلسة بعد جلسة، ‏او مثلا الطفل الذي واجه مشاكل دراسية ‏يصبح قادرا على معرفة الحروف والقراءة

‏وهذه لحظة مؤثرة عن الطفل والأهل وأيضا الأخصائي.

 

‏اتذكر قبل ثلاثة أسابيع كان هناك طفل متوحد ‏جاء العيادة حيث كنت اشتغل معه في لعبة معينة ‏وهي ان ندخل اللعبة ‏خارج العلبة وداخل العلبة، ‏أريد أن أطبق مفهوم 'خارج' و'داخل' للطفل، للحظة لم أنتبه على الطفل وعندما رأيته مرة أخرى فجأة وجدته يقول "احطه جوا" ‏بمعنى انه فهم الفكرة، ‏وهذا كان مفاجئ لنا أن الطفل متوحد قدر على معرفة ‏ما يريد عمله. ‏ ‏بدأت بالبكاء أمه أيضا ‏وكانت ردة فعل الطفل غريبة ‏في تلك اللحظة. انه شعور جميل أن تشعر بالنجاح وأنك قادرعلى فعلها مع طفل متوحد ‏ ‏مع العلم انه ليس سهلا.

 

الياس: ‏ماهو شعورك عندما تصنعين التغيير عند اي طفل؟

جيهان: ‏الفرحة عارمة ‏عندما ترى النجاح وأن تكون جزء من قصة نجاح ‏طفل قادر على فعل شيء جيد وأنك السبب في ذلك، وأن الطفل كان قادرا على التنقل إلى مرحلة متطورة.

 

الياس: هل هناك الحاجة لعمل توعية أكبر عن ‏معالجة النطق في المجتمع الفلسطيني.

جيهان: ‏في فلسطين، النطق هو علاج جديد وليس الجميع لديهم المعرفة أنه عندما يكون الطفل غير قادر على نطق الحرف ليس هنالك داعي لأخصائي نطق. ‏قديما، عندما لم يكن الطفل قادرا على لفظ "ر" ينتظروا الطفل لفترة حتى يقدر ان ينطقها، واذ لم يقدر فيما بعد يبقى طول عمره كذلك ويصبح ما نسميه "الدغ" او "اقرط" وذلك لعدم قدرته على النطق الصحيح ويعتقدون أن ليس له علاج. ‏

 قد تطور المبدأ وعلاج النطق ‏وأتخيل انه من المفروض ان يكون ندوات توعوية اجتماعية للأهل وللمدارس في جميع المناطق حيث نقدرعلى فهم ما معنى علاج النطق ‏ولماذا نشتغل وأي فئة مستهدفة للنطق ولماذا نفعل ذلك.

 

 الياس: ‏هل بعض العائلات تشعر بالإحراج بخصوص معالجة النطق؟

جيهان: بعض العائلات تخجل وتقول انه طفلها هو الافضل وانه لا يريدون الاعتراف بالمشكلة خاصة اذا كان يوجد مشكلة معينة مثل التأخر أو البطئ أو التوحد أو عدم السمع، ‏ممكن أن تكون محرجة للغاية للأهل بالاعتراف أن الطفل لديه مشكلة في مخه، لذا يعتقدون ‏إذا تجاهلوا المشكلة ‏ولم يتم حلّها هو افضل من ذهابهم إلى اخصائيين وذلك خوفهم من كلام المجتمع. ‏بالعكس أنا التوجه إلى جميع الأهالي إذا حسيت‏ أن طفلك لديه مشكلة أو تأخر بالنطق او باللغة يجب عليك زيارة أخصائي نطق ولغة.

 

الياس: ‏هل تقومون بصنع فرق في المجتمع؟

جيهان: ‏تخيل أننا نعمل فرق كبير في المجتمع ‏نتيجة التطور ‏الذي يلاحظ على الطفل، ‏وهذا يؤثر على الطفل ايضا ‏عند عدم القدرة على القراءة والكتابة و ‏وبعد التدريب والجلسات يصبح قادرا، ‏أو عدم قدرته على التعبير بشكل معين والتغلب على هذه المشكلة يؤثر أيضا على الطفل ‏ويحدث اختلاف في حياة الطفل واهله ‏وحياتي أنا أيضا بأنني كنت قادرة على إحداث هذا التغيير لإنسان .

 

الياس: لماذا تقومين بهذا العمل؟

جيهان: انا اعشق ما افعله واحب عملي حيث أحس أنني مجتهدة واستمتع عندما اكون مع الاطفال او حتى مع كبار السن الذين يواجهون مشاكل واحب مساعدة المجتمع والناس بطريقتي وأن ارى الفرحة في وجه الناس.

 

الياس: ما هي صلاتك للناس الذين يتعالجون بالنطق؟

جيهان: اتمنى يتعالج العديد وأن لا يمر بها من الظروف القاسية المشاكل، واتمنى ايضا من الاهل عند ملاحظة اي مشكلة عدم التردد، بالعكس حيث كل ما كان المريض اصغر كلما كان التطور افضل وان لا يوجد عيب عند وجود مشكلة عند الطفل والاختلاف مش عيب.

الاكثر من اخبار الحياة

ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻼﺕ

اتصل بنا

  • بريد الكتروني studio@radiohayah.ps
  • هاتف (970) 022777019