يعرض الآن

For The King-Vital Signs
ﺍﺳﺘﻤﻊ ﻟﻠﺒﺚ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ

"الآن، أكثر من أي وقت مضى" - صنع السلام الكتابي في كلية بيت لحم للكتاب المقدس

"نحن نعيش في منطقة استمر فيها الصراع المستعصي لفترة طويلة.

Read in English

نحن بحاجة الى مزيد من القادة المجهزين بمهارات صنع السلام، والذين بدورهم يمكنهم أن ينشروا ثقافة السلام والمصالحة"-طالبة دراسات السلام في كلية بيت لحم للكتاب المقدس، أرليت فليفل.

كان العام الافتتاحي لبرنامج دراسات السلام في كلية بيت لحم للكتاب المقدس رحلة رائعة للمشاركين. باستضافة مجموعة من بعض الأساتذة الأكثر خبرة في مجال عملهم (الذين يأتون من فلسطين وإسرائيل وحول العالم)، قضى الطلاب الأشهر ال9 الماضية منغمسين في مواضيع مثل المصالحة وتحويل الصراع، وحقوق الإنسان والقانون الدولي، وصنع السلام في المسيحية، والنشاط اللاعنفي.

هيئة طلاب متنوعة

في حين أن الغالبية العظمى من طلابنا هم فلسطينيون، إلا أن العديد من المغتربين المحليين يستفيدون أيضا من هذه الفرصة للحصول على درجة الماجستير في هذا الموضوع المناسب للوقت الحالي. يقول والتر، وهو من كندا، أن مجموعة من العوامل أحضرته إلى كلية بيت لحم للكتاب المقدس:

"أنا مسيحي إنجيلي أهتم بعمق بعدالة المظلومين. لقد شعرت بدعوة شخصية لأكون صانع سلام، ولقد وقعت في حب المسيحيين الفلسطينيين. وضع هذا المزيج كلية بيت لحم للكتاب المقدس في طليعة تفكيري. لذلك عندما علمت بأنه سيكون هناك برنامج ماجستيرفي دراسات السلام، تركت كل شيء من أجل أن آتي هنا".

هالي وراي هما أميركيان يعيشون في بيت لحم، ويعلّمون في المدرسة الأكاديمية المسيحية. لم ينضم أي منهم للبرنامج عند مجيئهم إلى بيت لحم، ولكن أصبح كلاهما مشاركين نشطين منذ وصولهما.

قالت هالي "قررت أن أحضر إحدى المحاضرات لمعرفة المزيد عن الصراع هنا، ولمقابلة الفلسطينيين من كل الأديان والذين يلتزمون بصنع السلام". "أعتقد بأن الشيء الذي أدركته أكثر من خلال المحاضرة هو مقدار تأثير الثقافة فكريا علينا. لقد اتخذت تماما حقي في السفر والعيش حيث اخترت أمرا مفروغا منه. وقد ساعدني البرنامج أن أقدّر وطني بطريقة جديدة - هو رمز للأمن ... يمثل جزءا أساسيا من هويتنا".

قالت أرليتفليفل،وهي مواطنة من منطقة بيت لحم، وناشطة سلام منذ فترة طويلة وخادمة مسيحية:

"لقد كنت في انتظار هذه الدورة من وقت مضى، منذ شاركني الأخ بشارة رؤيته لبرنامج الماجستير في دراسات السلام". "شعرت أنني بحاجة إلى مزيد من الدراسة حول مسؤوليتنا كمسيحيين في اتخاذ موقف بشأن قضايا مثل اللاعنف، المقاومة السلمية والظلم الهيكلي كجذور للصراعات المستعصية، ودورنا في تعزيز تحويل الصراع من خلال مساعدة الناس في شفاء جراحهم الماضية والغفران".

السلام في الكتاب المقدس

أشار عدد من الطلاب إلى كيفية توسيع فهمهم للسلام من خلال هذه المحاضرة:

قال والتر: "هناك نوعان من السلام: الإيجابي والسلبي. الأخير هو ببساطة غياب العنف، ولكن حل الصراع من خلال وقف العنف نادرا ما يحل العلل الاجتماعية، إذ يمكن أن يبقى هناك ظلم غير محلول. السلام الحقيقي هو "سلام إيجابي" الذي تكون فيه الحركات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني في مكان مناسب لتوظيف العدالة والقضاء على إمكانية العنف تماما. وكطلاب سلام يجب علينا أن نتعلم كيفية إجراء الدبلوماسية والمفاوضات من أجل وقف العنف، ولكن يجب علينا أيضا أن نتعلم كيفية تطوير الجهود بين الثقافات من أجل السلام الإيجابي".

وردد أرليت نفس الفكرة: "إن السلام ليس مجرد غياب الحرب. إذ يعني السلام التام في العبرية، "لا شيء مفقود، لا شيء مكسور." تتمثل صورة السلام في العهد القديم بتمتع كل شخص بقطعة أرضه الخاصة، بينما يجلس تحت ظل كرمته أو شجرة التين متمتعا بوجود علاقات ودية مع جيرانه".

تملك أرليت نفسها رؤية مقنعة بلعب دور صغير في تحقيق هذه الرؤية: مساعدة الفلسطينيين على إبقاء (أو العودة إلى) الأمن الغذائي من خلال الزراعة المستدامة الخالية من الكائنات المعدلة وراثيا، والتأثير على النظام المدرسي من أجل تعليم خيارات غذائية صحية.

أحلام المستقبل

وجد هاغوب بنيان، الذي نشأ في الحي الأرمني في البلدة القديمة في القدس، البرنامج من خلال وسيلة البحث على جوجل.

"لقد جعلني وضعنا الحالي الصعب، والصراع والكراهية المستمرة لسنوات عديدة متعبا،كما قادني إلى مكان بدأت فيه أعتقد أن الأمل لم يعد قائما. أنا تقريبا استسلمت، حتى قررت أن أفكر خارج المنطقة المألوفة، وبدأت في البحث عن طرق جديدة لتطوير تفكيري من أجل مستقبل أفضل وإحداث التغيير- مهما كان صغيراً. فإن التغيير لا يأتي إلا من خلالنا نحن البشر".

على الرغم من العملية التي تستغرق وقتا طويلا للدخول والخروج من بيت لحم عبر الحاجز، إلا أن هاغوب يأتي من القدس كل يوم بعد العمل من أجل حضور الدروس المسائية.

مثل أرليت، يملك هاغوب خططا لمواصلة عمله في نشاط السلام بعد تحقيق درجة الماجستير.

"أنا المؤسس المشارك لمنظمة غير ربحية جديدة، الأيدي المتحدة للأطفال ... ومن خلال هذا البرنامج، تغيرت رؤيتي تجاه الآخرين. أنا أنظر الآن إلى الجميع كبشر أولا، وليس إلى خلفيتهم أو مكان مجيئهم. سوف أنفذ  بعض برامج السلام في مؤسستنا وسوف نعمل بجد لتغيير واقعنا المؤلم؛ من أجل المساعدة في تحويل هذه الأرض من حياة يومية مكروهة إلى سلمية".

يسافر المصور الصحفي نايف هشلمون من مدينة الخليل لحضور المحاضرات. وكمؤسس لمركز الوطن لنبذ العنف، نايف هو ناشط سياسي وإنساني مخضرم.

"أنا واحد من الطلاب المسلمين الثلاث في البرنامج، أبحث عن الحقيقة في عالم الأخلاق. لقد انضممت للبرنامج مباشرة بعد أن سمعت عنه من مؤسس الكلية، الدكتور عوض. هذا البرنامج هو إضافة هامة إلى مجتمعنا، خاصة كوننا فلسطينيون يشهدون الألم يوميا و يعيشون لحظة تلو لحظة تحت الاحتلال العسكري".

كان الذهاب إلى المحاضرات في خضمّ الاضطرابات التي حدثت خلال الأشهر ال 9 الماضية تحديا لنايف:

"لم أتمكن في كثير من الأحيان من السفر من الخليل إلى الكلية في بيت لحم، والتي تبعد 15 ميلا فقط، بسبب إغلاق الجيش الإسرائيلي للطرق، المتاريس الحجرية أو نقاط التفتيش. في كثير من الأحيان، كانت هناك عمليات قتل أو عمليات عسكرية على الطريق. عندما كان يتم منعي من الانضمام لزملائي شخصيا، كنت أعود إلى بيتي وأواصل دراستي عن طريق الإنترنت".

ليأت ملكوتك

قد يشكك بعض المسيحيون في الحاجة إلى العمل من أجل السلام على الأرض في الوقت الذي وُعدنا به بالسماء بعد الموت. تملك أرليت جوابا مناسبا على هذا السؤال:

"التركيز المُفرد على علاقتنا (الفردية) الصحيحة مع الله والتي تؤدي إلى الخلاص- بالأهمية التي عليها، كونها جوهر إيماننا المسيحي- تنسينا بأن فداء المسيح لنا هو لكل الخليقة، وأنه يتوقع منا أن نتصرف وفقا لذلك. إن نتيجة إهمالنا هذه الموضوعات يؤدي إلى الانقسام في المعيشة. ما نقوم به ونبشر به يوم الأحد لا ينعكس على ما نقوم به بين يومي الاثنين والسبت في نواحي كثيرة من حياتنا. ينتقدنا الناس الذين ينظرون إلينا من الخارج كوننا مكثرين بالنظريات والكلام، ومقصرين بالعمل".

في عالم حيث يمكن لأي شخص أن يكون لديه نظرية، فإن أعمالنا هي التي تُثبت في نهاية المطاف ما نحن عليه. يصوغ هاغوب هذه الفكرة:

"أن تكون صانع سلام هو أصعب بكثير من أن تكون صانع متاعب، ولكن عالمنا المكسور بحاجة إلى صانعي سلام الآن أكثر من أي وقت مضى."

فتحية لجيل جديد من المسيحيين العظيمين على الصعيدين النظري والعملي، الذين يمهدون الطريق لإنشاء سلام الكتاب المقدس في الأراضي المقدسة- الآن، أكثر من أي وقت مضى.

الاكثر من اخبار الحياة

ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻼﺕ

اتصل بنا

  • بريد الكتروني studio@radiohayah.ps
  • هاتف (970) 022777019