الاعتداء على موجات الأثير
نستعرض الفيلم الفائز بجائزة أفضل فيلم للغات الأجنبية في حفل توزيع جوائز الأوسكار لهذا العام.
وأخيرا شاهدت فيلم "البائع"، الذي فاز أفضل فيلم للغة الأجنبية في حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام. توقعته في ذلك الوقت ان الناس سوطت له لأسباب سياسية، وبصراحة تامة بعد أن شاهدته، أنا أكثر اقتناعا من أي وقت مضى بأنه هذا ما كان عليه الحال. ومن المؤكد أنه لا يستحق أن يتغلب على توني إردمان الرائع، حيث انه أقل بكثير من "تحت الظل"، والذي كان من شأنه أن يكون خياري ولكن لم يتم ترشحيهة حتى.
لا يزال هذا الفيلم جديراً بالاهتمام، لكنه يفتقر إلى لمسة صغر فرهادي من الأفلام السابقة مثل " The Past and A Separation" (الذي فاز أيضا بجائزة الأوسكار، حيث كان يستحقها). المؤامرة تتعلق بزوجين وكلاهما يتألقان في الفيلم المتبنى عن مسرحية آرثر ميلر من "بائع متجول". وقد انتقل الزوجان عماد (شهاب حسيني) ورنا (تارانه أليدوستي) مؤخرا إلى شقة جديدة، بسبب الأضرار الهيكلية في مكانهم القديم. وعندما تتعرض رنا للاعتداء والاغتصاب في منزلها الجديد، عزم عماد على تعقب مرتكب الجريمة، على الرغم من أن زوجته المتألمة فضلت أن يترك الموضوع.
الاخراج واداء الممثلين دقيق، مع رقة العلامة التجارية لفرهادي، الفروق الدقيقة وضبط النفس حاضرة وصحيحة (لم يتم تصوير الاغتصاب على الإطلاق). ولكي نكون منصفين، فإن فرهادي يخوض تعقيدات الانتقام والطبيعة البشرية والآثار النفسية للاغتصاب، فضلا عن المواقف الثقافية الإيرانية فيما يتعلق بالموضوع. كما أحترمه بشكل كبير كفنان ينتج العمل تحت العين الساهرة للرقابة (ينعكس بدقة في لحظة حيثما أمكن الرقابة) ولكن بالنسبة لي فيلم "البائع" هو بالتأكيد عمل متواضع، من خلال معايير عالية جدا.
وكل ما قيل، هناك الكثير لأن نوصي به هنا. أنا فقط لا أعتقد أن فيلم "البائع" يستحق أن يفوز بأفضل فيلم اللغة الأجنبية.
الزمن يتغير
الكثير من وسائل الإعلام
FILMED OVER BETHLEHEM