يعرض الآن

Sweet Jesus-Brian Houston
ﺍﺳﺘﻤﻊ ﻟﻠﺒﺚ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ

الوصول إلى الآخرين

تحدث راديو حياة مع معتز عدوي

 

أنا مع معتز عدوي من مركز خطوات هنا في مخيم الدهيشة في بيت لحم، معتز ما هو مركز الخطوات؟

 

شكراً بول على هذه المقابلة، دعني أخبرك قليلاً عن نفسي، اسمي معتز عدوي أنا فلسطيني ومسلم ثقافياً ولاجئ، أعيش في مخيم الدهيشة للاجئين، ولدت هنا وما زلت أعيش هنا وانا حاصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية التطبيقية وأنا الآن أحصل على درجة الماجستير في برنامج يسمى تطوير التعاون الدولي الرئيسي في جامعة بيت لحم وباختصار مركز الخطوات هو برنامج ما بعد المدرسة، يفضل بعض الناس أن يطلق عليه برنامج الرعاية النهارية للأطفال هنا الذين يدرسون في مدارس الأونروا في مدرسة الدهيشة الأساسية للأولاد والبنات، يقضون بعض الوقت هنا من 3 إلى 4 أيام في الأسبوع لمدة 3 ساعات في اليوم تقريبًا، نعتني بهم فيما يتعلق بعدة جوانب، نأخذهم ونهتم بهم، بالطبع نحن نهتم بالإنجازات الأكاديمية لذا نساعدهم في واجباتهم المدرسية، نساعدهم في امتحاناتهم إذا كان لديهم امتحانات والشيء الرئيسي الذي نعمل من اجله هو أننا نريد خلق جو ممتع والتعليمي معًا، عندما يقضي الأطفال حوالي 3 إلى 4 ساعات هنا، أحيانًا 3 وأحيانًا 4، نحن نقوم بها بطريقة تجعل الأطفال يحبون التعليم لأنه للأسف بسبب البيئة التعليمية الحالية في المدارس، يكره الأطفال التعليم لأن المدارس بشكل عام تفتقر إلى الكثير من الأساسيات التي يمكن أن تجعل الجو التعليمي مثيرًا للاهتمام  بالنسبة لديهم، لذلك نرى أن هذا شيء غائب حقًا عن البيئة التعليمية الحالية أو البيئة بشكل عام لذا نحاول إحضاره إلى هنا، لذلك نقضي نصف اليوم ، نقضي نصف الوقت لمساعدتهم في قضاياهم الأكاديمية ووظائفهم المنزلية واختباراتهم وامتحاناتهم، أيا كان ما يحتاجون إليه وبقية الوقت نحاول أن نجلب المرح إلى هؤلاء الأطفال لأنه كما تعام يا بول، أنت شخص على دراية بمخيم اللاجئين هنا وكيف هي ظروف الحياة هنا، لذلك هؤلاء الأطفال يفتقرون حقًا إلى الكثير من الأشياء، والكثير من المرح في حياتهم، لا أعتقد أن لديهم فرصة هنا لممارسة طفولتهم، لذلك بطريقة نحاول أن نجلب هذه الطفولة هنا نحن نحاول صنع بعض الأنشطة الممتعة مثل الحرف اليدوية مثل الفن والموسيقى والرياضة والأهم من ذلك أننا نحاول التركيز على اللغة الإنجليزية باعتبارها الموضوع الرئيسي لعملنا.

 

متى بدأتم ولماذا بدأتم؟

 

لقد بدأت هذا المشروع بناءً على تجربتي الشخصية كلاجئ فلسطيني نشأ في هذا المكان ودرس لمدة 9 سنوات في مدارس الأونروا ورأيت أنه كطفل لم تتح لي الفرصة لممارسة طفولتي ثم قلت أن مكاننا هنا يفتقر إلى الكثير من الأشياء، وأحد هذه الأشياء هو أن هؤلاء الأطفال لديهم الحق، لديهم الحق في ممارسة طفولتهم تمامًا مثل أي طفل آخر في المدرسة، حقيقة أننا عالقون في هذا الصراع لا يعني أن هؤلاء الأطفال لا ينبغي أن يكون لهم الحق في ممارسة طفولتهم ولا يجب أن يكون لديهم حقوقهم وأحلامهم الأساسية للغاية التي يعشقها كل طفل في هذا العالم. لذلك على سبيل المثال من تجربتي الشخصية، أبلغ من العمر 28 عامًا الآن وأتذكر جيدًا كيف اعتدت أن أرى كل شيء هنا كعلبة سردين، أعني أن المنزل مرتبط بالمدرسة، إذا كنت تريد الخروج من منزلك، إذا كنت ترغب فقط في اللعب، فلن تجد أي ملجأ للعب الا الشوارع لذا فإن المساحة هنا هي خيال لهؤلاء الأطفال، لذلك قلت ربما يمكنني خلق مساحة هنا وكنت محظوظًا في العثور على هذا المكان هنا بالقرب من المخيم، فسيح ويمكن أن يقدم شيء لهؤلاء الأطفال الذين يشعرون بأن لديهم مساحة في حياتهم. أتذكر أيضًا من تجربتي الشخصية كيف بدت مدرستي ولسوء الحظ أنها لا تزال كما هي على الرغم من تركها قبل 10 سنوات، وأكثر من ذلك أتذكر. جيدًا كيف أثر نقص المساحة على الطريقة التي تلقيت بها تعليمي، أتذكر جيدًا عندما كنا في المدرسة كنا حوالي 40 وأحيانًا 45 طفلًا في نفس الصف، يمكنك أن تتخيل مدى بؤس الأمور عندما يكون هناك 40 إلى 45 طفلًا عالقين في نفس المكان، مدرس واحد... كنت ألوم المعلمين في الماضي بأنهم ليسوا محترفين حقًا، وأنهم لا يقومون بعملهم حقًا، ثم فكرت في الأمر ورأيت انني إذا كنت أدرس في تلك المدرسة سأفعل نفس الشيء لأن هكذا هو الامر أنت عالق مع 40 إلى 45 طفلاً في نفس الوضع الضيق، ومن المفترض أن تنهي المنهج بأكمله بحلول نهاية العام، فماذا عليك أن تفعل؟ لذا في ظل هذه الظروف لن يكون هناك تعليم جيد لذا قلت "يمكنني جلب تعليم جيد هنا". ما نحاول القيام به هو أنه لدي الآن فصلين دراسيين ولدي 8 أطفال فقط في كل فصل دراسي لذلك يوجد معلم واحد في كل فصل دراسي وهذا المعلم يعطي الوقت والاهتمام للأطفال وهذا المعلم يعطي تعليم جيد. في بعض الأحيان، يمكننا قضاء ساعة واحدة فقط مع طفل واحد، عندما نرى ان هذا الطفل يعاني مع الرياضيات أو مع اللغة العربية أو ربما الإنجليزية، فإننا أحيانًا نعطي ساعة واحدة فقط، لطفل واحد، للتأكد من أن هذا الطفل يفهم ما في مناهجهم.

لذا أعتقد أن التعليم الجيد مهم جدًا هنا وغائب حقًا عن البيئة التعليمية الحالية والأهم من ذلك أعتقد أن اللغات هي مفاتيح القلب، اللغات هي وسائل مهمة يمكنها بالفعل أن تفتح العقل وتفتح القلب لأشياء كثيرة في حياتك وأعتقد أن اللغة هي أيضًا مفتاح النجاح في حياتك.

 

لذلك نعمل هنا من اجل موضوع مهم للغاية وهو اللغة الإنجليزية، للأسف ندرس اللغة الإنجليزية لمدة 12 عامًا في المدارس مثلما حدث في تجربتي الخاصة، درست 9 سنوات في مدارس الأونروا ثم 3 سنوات في المدرسة العامة الفلسطينية وبحلول نهاية دراسة اللغة الإنجليزية لمدة 12 عامًا في المدارس بالكاد يمكنني أن أقول جملتين أو 3 جمل، سأكون عالقًا بعد "How are you?".

 

لذلك قلت أن اللغة الإنجليزية هي وسيلة مهمة بالنسبة لي شخصيًا لتحقيق نوع من النجاح في حياتي وفتح ذهني وفتح قلبي لأشياء كثيرة هنا في هذا الواقع، لذلك قلت على الأرجح إذا كنا سنعلم اللغة الإنجليزية يمكننا مساعدة هؤلاء الأطفال على إحراز بعض التقدم في حياتهم لتحقيق بعض الامور بطريقة تبني القيم الجيدة في حياتهم لأنه عندما تكون منفتحًا على ثقافة أخرى، بالطبع تحتاج إلى معرفة لغة تلك الثقافة، لذلك أقول إن اللغة مهمة للغاية لخلق الانفتاح داخل عقلك، داخل قلبك. لذلك نحن نحاول التركيز على اللغة الإنجليزية هنا كموضوع رئيسي لعملنا، عندما نعقد أنشطة نحاول إجراؤها باللغة الإنجليزية، عندما نعقد التمارين، والرياضة، نحاول أن نعقدها باللغة الإنجليزية، نحاول جعل اللغة الإنجليزية كلغة رئيسية في محاولة لإعطائهم روح اللغة الإنجليزية هنا بشكل يتوافق مع قدرتنا، نحن لسنا ناطقين باللغة الإنجليزية هنا ولكن من معرفتي ومن تعليمي كما قلت لك أنني درست اللغة الإنجليزية التطبيقية لذلك لدي بعض المعرفة فيما يتعلق بتدريس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية وأحاول أن أقدم تجربتي وأوجهها إلى هؤلاء الأطفال بطريقة، ربما بعد 3 أو 4 سنوات من الآن سيكونون قادرين على التحدث باللغة الإنجليزية، لفهم اللغة الإنجليزية ورؤية روح اللغة الإنجليزية.

 

هل تعلم الأطفال أيضا عن المسؤولية، العيش هنا في المخيم؟

 

نعم ، بالضبط، هذا هو الموضوع الرئيسي الآخر لعملنا وهو أننا نحاول تقديم القيم الحية لعملنا، على سبيل المثال كما قلت لك، نحن عالقون حقًا في هذا الصراع المرير ولكن طالما استمر هذا الصراع  فنحن عالقون بشيء آخر في هذا المخيم هنا وهو عقلية الضحية وهذا شيء يؤثر على كل جانب من جوانب حياتنا تقريبًا، إذا أخذتك في جولة هنا في المخيم، فإننا ونحن نسير فقط في الشوارع سترى القمامة في كل مكان، ثم بالنسبة لي اعتدت على جلب الناس إلى المخيم وسؤالهم الأول سيكون "لماذا لا تنظفون القمامة هنا؟" إذا سألتني السؤال قبل 6 أو 7 سنوات، سأجيبك لأننا نعيش مؤقتًا هنا، ثم بدأت في التفكير،وتعمقت أكثر، "هؤلاء الناس على حق" نحن نعيش هنا في هذا المكان ونحن نغرق في عقلية الضحية لدرجة أننا غير قادرين على تنظيف القمامة من حولنا، لذا فهذه مشكلة رئيسية نواجهها هنا. لدينا الكثير من القضايا التي يجب أن نصلحها بأنفسنا، ويجب أن نتعامل معها ولكن للأسف بسبب عقلية الضحية هذه التي تشغل عقولنا، لسنا قادرين على القيام بهذه الأشياء الأساسية للغاية بما في ذلك تنظيف القمامة. لكن هذا أظهر لك أن هناك نقص في المسؤولية تجاه مجتمعنا، تجاه مكاننا، المكان الذي نعيش فيه جميعًا. أعني ان هؤلاء الأطفال لسوء الحظ بسبب هذا الوضع الحالي كما قلت لك وهو نقص المساحة، إذا قرر هؤلاء الأطفال للذهاب للعب في مكان ما سيذهبون فقط إلى الشارع وهذا الشارع مليء بالقمامة وستجدهم يلعبون أحيانًا بالجرذان، لذلك هذا أمر يجعلني حزينًا حقًا عندما أنظر إليه. لكنه هذا أظهر لي أيضًا أن لدينا مشكلة عميقة تتمثل في انعدام المسؤولية، لذلك نحاول هنا أن ننقل هذه المسؤولية نحو هذا المكان. على سبيل المثال، عندما يأتي الأطفال إلى هنا يجدون أن الفصل الدراسي نظيف، يجدون كل شيء نظيفًا لانهم في المرة الأخيرة قاموا بتنظيفه قبل مغادرتهم. لذا فهم يشعرون أنهم جزء من هذا المكان، إنهم جزء من هذا الفصل، هم الذين يستفيدون من هذا الفصل، لذلك نحن نحاول إشراكهم في عملية تحمل المسؤولية عن كل ما هو مطلوب لهذا الفصل على الأقل تحمل مسؤولية التنظيف في هذه المرحلة، أيضًا نحاول بطريقة ما توزيع المسؤوليات، ذلك الطفل على سبيل المثال، دورك اليوم هو إعطاء السندويشات، الآخر، دورك هنا إذا احتاج اي شخص إلى الماء فهذا هو عملك، طفل آخر إذا كان أي شخص يحتاج إلى الورق أو أي شيء من الخزانة فمن وظيفتك إحضارها إليه، لذلك بطريقة ما نحاول إشراكهم في عملية التعليم لأنهم يجب أن يعرفوا أنهم في الوقت الحالي يستفيدون من شيء ما، عليهم أن يكونوا مسؤولين وعليهم أن يكونوا مسؤولين بشكل عام. وهذا حلمي في مرحلة ما أن هؤلاء الأطفال سيحملون هذا الشعور بالمسؤولية معهم خارج المركز على الأقل عندما يمشون في الشارع لن يرمون القمامة في الشوارع، ربما في مرحلة ما سيكون من الصعب ان تطلب منهم "هيا نظفوا يا رفاق" لكننا على الأقل لا نساهم في جعل الأمر أسوأ وأسوأ، وهذا أيضًا شيء أطمح إليه في مرحلة ما، ربما في الصيف المقبل أخطط للقيام أو إنشاء معسكر صيفي هنا وما يجب علي التخطيط له هو أن الموضوع الرئيسي لهذا المخيم الصيفي سيكون التطوع، لإظهار مسؤوليتنا تجاه مجتمعنا، ربما يمكننا الذهاب وتنظيف بعض الأماكن، ربما يمكننا رسم بعض الأماكن، ومساعدة الناس الذين قد يحتاجون إلى المساعدة لأن موضوع المتطوعين للأسف شيء غائب عن ثقافتنا،لو سألتني، درست في جامعة محلية هنا لمدة 4 سنوات، وأنا أحصل على درجة الماجستير الآن، وإذا سألتني إلى أي مدى تعتقد أنه لديك وقت أو تطوعت في حياتك؟ أود أن أقول إنني تطوعت للتو لساعات قليلة جدًا عندما كنت في الكلية لمجرد أنه كان أمرًا إلزاميًا، هذا كل شيء، ولكن التطوع شيء مهم جدًا جدًا وأعتقد أنه غائب تمامًا، ولا أحد يتقدم نحوه، علينا إظهار مسؤوليتنا تجاه مجتمعاتنا بشكل عام، ليس فقط تجاه المخيم ولكن بشكل عام، يجب أن يكون جانب العمل التطوعي هناك يجب أن ينمو معنا. يجب أن يكون معنا من أجل إظهار أن العطاء ليس فقط ماديًا، فالعطاء ليس مجرد مال فقط، يمكنك أن تعطي من وقتك، يمكنك أن تعطي من جهودك، يمكنك أن تعطي من الشيء الذي يمكنك القيام به. هذا شيء أتمنى أن أكون قادرًا عليه في مرحلة ما من التدريس وأن أتمكن من تربية الأطفال على التطوع، مفهوم العطاء حتى لو كان من وقتك، من مجهودك، من أي شيء بسيط أنت تعتقد "انه أمر بسيط" ولكن ربما أنا أعرف بعض اللغة العربية ولكن ربما يمكنك تعليم شخص آخر العربية لمجرد أنك تعرف بعض اللغة العربية، وهذا أيضًا شيء أحاول تعليمه هنا وهو مفهوم العطاء، وهو جزء من المسؤولية.

 

الآن هناك ثلاثة مخيمات للاجئين هنا في بيت لحم وأنت في مخيم الدهيشة، أخبرنا قليلاً عن المخيم والصعوبات التي يواجهها.

 

مخيم الدهيشة للاجئين هو ثاني أكبر مخيم للاجئين في جميع أنحاء الضفة الغربية ويبلغ عدد سكانه حوالي 17000 فلسطيني عالقون في أقل من كيلومتر مربع  واحد، لذلك يمكنك أن تتخيل كيف سيبدو المكان الذي لا يختلف كثيرًا عن الأحياء الفقيرة، بخصوص الخدمات هنا نحصل على التعليم من وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا(، هناك مدرستان رئيسيتان، واحدة للبنين وواحدة للبنات، كل واحدة مقسمة إلى مدرستين، واحدة للمدارس الابتدائية وواحدة للأساسية، على حد علمي هناك حوالي 2100 - 2200 طفل يدرسون في تلك المدارس وعادة ما ندرس هناك من الصف الأول حتى الصف التاسع، فيما يتعلق بالرعاية الصحية، لدينا هنا عيادة تدعمها الأونروا وهي مخصصة فقط لمعالجة الامور الأساسية للغاية، فيما يتعلق بقضايا البلدية مثل تنظيف القمامة، فهي أيضًا تخضع للأونروا، لذا فإن الأونروا مسؤولة عن تنظيف وتنفيذ قضايا البلدية، فيما يتعلق بالكهرباء والمياه هنا وهو أمر مثير للجدل لأن الغالبية العظمى من الناس هنا لا يدفعون الكهرباء، ولا يدفعون الماء وهو للأسف جزء من عقلية الضحية لدينا، أننا لاجئون هنا لذلك نحن لا ندفع الكهرباء، نحن لا ندفع الماء حتى نحصل على حق العودة أو شيء من هذا القبيل، لكن ما أقوله هو أن هذا هو جزء من عقلية الضحية للأسف.

 

فيما يتعلق بالحياة هنا كما قلت لك، يبدو تمامًا مثل الأحياء الفقيرة، المكان يشبه تمامًا غابة من الاسمنت، إذا أخذتك في جميع أنحاء المخيم لن ترى منطقة خضراء، فلن تجد مساحة صغيرة او منتزه للأطفال حيث يمكنهم اللعب أو يمكنهم الحصول على بعض الفراغ، بعض الوقت الممتع، يفتقر المكان إلى الكثير من المرافق التي تعطي الحياة لهذا المجتمع بشكل عام.

 

هل ينظر الناس في بيت لحم الى الناس في مخيم اللاجئين كمواطنين من الدرجة الثانية؟

 

لأكون صريحًا معك، أنا شخصيًا شهدت بعض القصص الشخصية التي يتعاطف الناس مع اللاجئين أو يعتبرونهم من الدرجة الثانية أو الثالثة، لكنني لا أعتقد بشكل عام أن الفلسطينيين أو ربما في بيت لحم ينظرون إليهم على أنهم من الدرجة الثانية، بالطبع لا يمكننا التعميم، بالطبع ستجد قضايا شخصية هنا وهناك، لكنني لا أعتقد أن هذا امر سائد ان الناس تتعاطف معنا هنا.

 

هل يحتاج الأطفال هنا في المخيم إلى رؤية التغيير؟

 

أنا أؤمن نعم، أنا أؤمن تمامًا بهذا، لقد رأيت هذا من تجربتي الشخصية مع هؤلاء الأطفال، دعني أخبرك بشيء، نحن العرب نعرفه جيدًا... وقتنا المشوش، مثل أن ألتقي بك في الساعة 2، حسناً 5 دقائق او دقيقتين ثم ستكون الساعة 2:30، ولكن هل يمكنك أن تتخيل أنني أتعامل مع الأطفال هنا بشكل أسبوعي، من 3 إلى 4 أيام في الأسبوع، نبدأ عادةً في الساعة 2:00 كل يوم، نعمل ايام الأحد والثلاثاء والخميس، سأجد الأطفال هنا في 1:30، وهو شيء عظيم بالنسبة لي، إنه مؤشر يوضح أن هؤلاء الأشخاص يحبون تغيير حياتهم، يحبون رؤية الانتباه في حياتهم، يحبون رؤية الرعاية في حياتهم، يبقون هنا من 3 إلى 4 ساعات، ويأتون قبل نصف الوقت ويحبون البقاء أكثر، وهذا يوضح لي أن هؤلاء الأطفال الذين يحبون حقًا التغيير، يحبون حقًا رؤية شخصًا ما يهتم بهم، شخص ما يمنحهم وقت جيد،وتعليم جيد، وأنا حقًا أرى الكثير من التقدم، والكثير من هؤلاء الأطفال على سبيل المثال لديهم موهبة. تعلمون أنني اخترتهم في البداية بشكل عشوائي بناءً على احتياجاتهم، بناءً على الاحتياجات المالية وبعد عملية التقييم نختار هؤلاء الأطفال، لكنني لم أكن أعلم أبدًا أن أيًا منهم لديه موهبة، هنا فقط اكتشفت أن الغالبية العظمى منهم لديه موهبة، يغنون، يرسمون، يعزفون الموسيقى، على الرغم من أنهم لا يمارسون هذه الأشياء. لذا، بالطبع، سيحبون التغيير، ويحبون رؤية هذا الاهتمام في حياتهم، شخص ما يعتني بهم حقًا، شخص ما يمسك بيدهم ويساعدهم على إحراز تقدم في حياتهم.

 

لقد سبق أن أشرت بالفعل إلى الكهرباء المجانية والمياه المجانية، فهل يخلق ذلك في الواقع عدم تحمل مسؤولية أيضًا بين الأطفال؛ هل تحاول التعامل مع ذلك أيضًا؟

 

نعم، بالتأكيد، منزلك هو جزء من تعليمك، عندما تكبر في منزل يقول لك الآباء أننا لا ندفع الكهرباء، نحن لا ندفع الماء لأننا لاجئون ولأننا لا يجب أن ندفع لأننا لاجئون، وهذا في رأيي الخاص يعزز عقلية الضحية،انا أؤمن بذلك. على سبيل المثال، هنا لا نغادر المكان، نتحقق من الغرف، الأضواء مطفأة، الماء على ما يرام، لا يوجد أي تسرب، لذلك أعتقد أن جزءًا من المسؤولية التي نعلمها لهم هو نعم، انه جزء من الحقيقة أنه مجاني ولكن لا يعني أننا يجب أن نهدره، اتففقنا، نحن عالقون في هذا المكان، مثلما أستأجر هذا المكان ولا يدفع المالك الكهرباء، حسنًا، لا يمكنني إجباره على دفع الكهرباء حتى حقيقة أنها مجانية لا يعني أنني يجب أن أضيعها لأنه للأسف هدر الكهرباء والمياه هو شيء أراه هنا في المخيم. لذلك أعتقد أنه عندما يرى هؤلاء الأطفال شيئًا مختلفًا هنا في مركزي، إننا على الأرجح نهدر الكهرباء والماء، وفي هذا المركز نقضي حوالي 16 ساعة في الأسبوع، نرى أن هناك شخصًا آخر يهتم بالمياه والكهرباء لذلك أعتقد أن هذا من شأنه أن يخلق تعليمًا مضادًا للأطفال، إذا لم يغيرهم الآن ربما سيغيرهم على المدى الطويل.

 

هل تحدث فرقا هنا في المخيم؟

 

أنا أكره الشعارات الكبيرة حقًا، "سأغير العالم، سأغير كل هذه... أنا حقًا...." أود لو استطعنا جميعًا تغيير هذا العالم ولكن تغيير هذا العالم امر صعب للغاية، إنه شعار كبير جدًا جدًا. لذلك أنا أؤمن بالتغيير على المستوى الجزئي جدًا، إذا كان الجميع يتغير فقط على مستواه، على مستواك الشخصي، على مستوى مجتمعك، أعتقد أنه في مرحلة ما سيكون لدينا أو سنشهد التغيير في شعار تغييرالعالم. لذلك أعتقد أنني أخلق في هذه اللحظة وفي هذا الوقت، أقوم بتغيير إيجابي في حياة هؤلاء الأطفال، عندما يرى هؤلاء الأطفال الاهتمام ويرون الرعاية أعتقد أنهم سيصلون إلى هذا الإدراك بأن لدينا شيء في هذه الحياة، نحن فريدون، لدينا شيء لنفقده، حياتنا ليست رخيصة، لا أريد أن أفقد حياتي، لدي شيء، لدي شخص يهتم بي، لدي شيء ينتظرني إذا لم أكن لاظهر اليوم في الفصل أم لا، لدي شخص ما، لدي المعلم هنا الذي يمنحني من 3 إلى 4 ساعات من وقته كل يوم، لذلك أعتقد أن هؤلاء الأطفال أو بطريقة ما نحاول إحداث هذا التغيير الإيجابي في هؤلاء الأطفال... أن تخبرهم أو أن تثبت لهم أن حياتك تستحق ذلك حقًا، فأنت حياة ثمينة، لديك شيء في هذه الحياة بناءً على هذا كل شيء هنا هو مجرد نتيجة لهذا الشيء، فأنت ثمين لنا، حياتك ثمينة بالنسبة لك وعليك أن تقدر ذلك.

 

 لماذا تفعل ما تفعله؟

 

كما أخبرتك أن هذا المركز بأكمله مبني على تجربتي الشخصية الخاصة وقلت إذا أردنا فقط الاستمرار في الشكوى والبكاء، فلا أعتقد أن أي شيء سيتغير، أعتقد أنه يجب على شخص ما على المستوى الدقيق جدًا أن يبدأ في القيام بشيء نحو التغيير، لذلك أعتقد أنه في ما أفعله هناك هذا التغيير الذي أود أن أكون جزءًا منه، كما أخبرتك أن مكاني هنا يفتقر إلى هذه الفكرة، تعرفت على فكرة برنامج ما بعد المدرسة أو برنامج الرعاية النهارية من تفاعلي مع الأمريكيين ومع الأوروبيين وقلت لماذا لا نملك هذه الفكرة هنا لأننا نحتاجها حقًا، فلماذا لا نمتلكها هنا؟ لماذا يضطر هؤلاء الأطفال لقضاء وقتهم في الشارع؟ لا، عليهم أن يقضوا وقتهم في مكان آمن سيحصلون فيه على تعليم جيد، وليس تعليمًا مسمومًا. لذلك قلت أنه يجب علي أن أبدأ هذا التغيير بنفسي، واستغرق إعداد هذا المكان حوالي عامين لأنني بدأت بنفسي وحدي، حصلت على بعض الدعم من الأصدقاء هنا وهناك ولكن استغرق مني حوالي عامين فقط لإعداد تلك الفصول الدراسية لإعداد المرافق اللازمة لإعداد الحمامات، لتكون جاهزة للعمل. ثم في مرحلة ما حصلنا على بعض الدعم من هنا وهناك ونحن الآن قادرون على العمل،سألتني لماذا بدأت هذا؟ لأنه جزء من مسؤوليتي تجاه مجتمعي، هؤلاء الأطفال هم أطفالنا، هؤلاء الأطفال لديهم الحقوق، عليهم أن يتوقفوا عن الحلم بحقوقهم، يجب أن تصبح حقوقهم حقيقة، عليهم أن يروا حقوقهم في الواقع و لا أعتقد أن أي طفل في العالم أفضل من هؤلاء الأطفال، فهم متشابهون، وحقيقة أنهم عالقون في هذا المكان لا يعني أنه يجب عليهم ان يكونوا أقل من الأطفال الآخرين، لذلك أعتقد أن هذا أقل ما يمكنني فعله لمجتمعي، وهذا أقل ما يمكنني فعله لهؤلاء الأطفال حتى لا يروا ما رأيته عندما كنت طفلاً.

 

أخيراً ما هي صلاتك لمستقبل الدهيشة؟

 

هناك الكثير من الصلوات (يضحك) تمامًا مثل بعض أصدقائي، يا رفاق، تحتاجون إلى صلاة مكثفة (يضحك) ولكن ما قلته هو أن صلواتي هي أنه في مرحلة ما سيحل هذا الصراع على قدم المساواة ولن نشهد تلك السلبية، أو عواقب هذا الصراع على حياتنا، أصلي أنه في مرحلة ما ستبدو الحياة هنا طبيعية تمامًا مثل أي مكان طبيعي في هذا العالم، أصلي أنه في مرحلة ما سنجد الحرية في حياتنا، سنجد المساواة والعدالة في حياتنا وأنا أدعو لهؤلاء الأطفال أن يكون هناك المزيد والمزيد من المراكز والمزيد من الأماكن مثل مكاني هنا، ليس فقط في هذا المخيم، في جميع أنحاء بيت لحم في جميع أنحاء مخيمات اللاجئين لأن مثل هذه الأفكار مطلوبة حقًا من أجل خلق تعليم أفضل، من أجل خلق مستقبل مزدهر لهؤلاء الأطفال، أعتقد أن هناك حاجة فعلية لمثل هذه المراكز مثل مركزي، لذلك آمل أن نجد في مرحلة ما المزيد من المراكز، آمل أنه في مرحلة ما سأكون قادراً على توسيع مركزي واكون قادر على استيعاب المزيد من الأطفال في مركزي هنا لأنني أعتقد أن هذه عملية تغير الحياة حقًا عندما يكونون جزءًا من مركز كهذا.

الاكثر من اخبار الحياة

ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻼﺕ

اتصل بنا

  • بريد الكتروني studio@radiohayah.ps
  • هاتف (970) 022777019