يعرض الآن

Can You Feel Me?-The Alarm
ﺍﺳﺘﻤﻊ ﻟﻠﺒﺚ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ

مسيحيون نشيطون في العمل الوطني الفلسطيني

مقابلة جورج أبو الدنين

English

أجرى الصحفي بول بيرنارد مقابلة مع الباحث والمحاضر في علم الدلالة واللغويات الاجتماعية وتحليل الخطاب الدكتور جورج أنطون أبو الدنين حول إنجاز موسوعة أعلام المسيحيين في العمل الوطني الفلسطيني خلال القرن العشرين، وحول أمور أخرى تتعلق بالوجود المسيحي في الأراضي المقدسة، وكانت المقابلة هنا من بيت لحم، وهذه تفاصيلها.

السؤال: جورج هل ولدت هنا ببيت لحم؟

الجواب: نعم أنا من بيت لحم و لكن من مواليد القدس, و أهلي من سكان بيت لحم.

السؤال: هل انت من عائلة مسيحية؟

الجواب: نعم أنا من عائلة مسيحية و عائلتي قدمت هنا الى بيت لحم سنة 1703 حسب السجلات في بطريركية اللاتين التي اطلعت عليها, و الذين قدموا أولاً كانوا جميل و جريس أبو الدنين، حيث مروا عن طريق الأردن, بحسب ما اطلعنا عليه داخل هذه السجلات, و لكن لم نتأكد كليا من الموضوع, ولنا تقريبا حوالي 300 سنة في هذه البلد.

السؤال: أنت لديك صفحة على الفيسبوك بإسم “المسيحيون الفاعلون في العمل الوطني الفلسطيني”, لماذا بدأت هذه الصفحة؟

الجواب: هذه الصفحة تابعة لمشروع المسيحيين الفلسطينيين, و هذا المشروع عبارة عن مشروع توثيقي تاريخي, و القائم عليه مجموعة من المؤسسسات مثل جمعية حفظ التراث و مكتبة بغداد الثقافية, و هذه عبارة عن صفحة لتوثيق التاريخ المسيحي مما في ذلك الشخصيات المسيحية و الأحداث المسيحية عبر التاريخ.

السؤال: هل هنالك تاريخ مسيحي فلسطيني غني في هذه المنطقة؟

الجواب: يوجد لنا تاريخ كبير للمسيحيين في فلسطين, المسيحيين الفلسطينيين هما متأصلين في التاريخ الفلسطيني, و الجذور المسيحية هي الجذور الأعمق و الأقدم في التاريخ الفلسطيني.

بالتالي الوجود المسيحي هو وجود سياسي اجتماعي ثقافي, و لهم دور كبير في وجود الثقافة الفلسطينية, و أولى الروايات الفلسطينية كانت روايات من أناس مسيحيين, يوجد لدينا كمسيحيين خليل بيدس و اسكندر خوري و يوجد لدينا العديد من السياسيين والناشطين المسيحيين الذين أسسو المطابع و أسسو الأحزاب, و بالتالي التاريخ المسيحي لا ينفصل عن التاريخ الفلسطيني, و هو جزء أساسي و متجذر من التاريخ الفلسطيني, و الذي يرى أن الوجود المسيحي هو مجرد وجود بسيط أو هو مجرد مشاركة جانبية هذا غير صحيح, رغم أن المسيحيين في سنة ال 1940 كانوا تقريبا 8% من نسبة السكان في فلسطين, ألا أنهم كانو فاعلين و كان وجودهم وجود نوعي في فلسطين.

السؤال: أنت الآن تقوم بتجميع موسوعة هل يمكنك التكلم عنها؟

الجواب: الفكرة من هذه الموسوعة هي نتيجة أجتماعات كان هدفها جمع معلومات و افكار عن شخصيات مسيحية, و قد شكلنا فريق بحث علمي في مكتبة بغداد و عملنا على المشروع و قمنا بدراسته و كانت النتيجة هي أن نقوم بعمل موسوعات ضمن فترات زمنية و أستطعنا في القرن العشرين من حوالي سنة ال 1900 لحد اليوم بصفتها فترة كانت سياسية, باعتبارها الفترة العثمانية و فترة الانتداب البريطاني و فترة الاحتلال الاسرائيلي, و عملنا عليها ضمن التاريخ الشفوي "التاريخ الغير مكتوب" بالفترة الأولى, و عملنا عليها ضمن مراجع موثقة و مكتوبة, و هذه الموسوعة لن تكون موسوعة لمرة واحدة بل سيكون لها نسخة محدثة كل عشر سنوات بإضافة شخصيات أو بتغيير معلومات.

سؤال: هل كان عليك عمل الكثير من الابحاث؟

الجواب: نعم بالطبع, لقد عملنا عليها العديد من الأبحاث و الكثير من العمل و كان هنالك الكثير من المراجع التي قرأناها و هم أكثر من 430 مرجع, و لكن المشكلة في هذه المراجع أنها كانت شحيحة بالمعلومات أي انها كانت تركز على شىء معين, و كانت قصيرة, و لم تكن الجهود بشكل أساسي لتوثيق فترة أو لتوثيق تاريخ عميق, و يوجد لدينا العديد من الأبحاث التي عملت بشكل شفوي و بشكل كبير مع الكثير من الشخصيات التي توفى جزء منها في فترة عملنا و جزء منها ما زال على هذه الحياة, و لقد تعاونا مع مركز حفظ التراث الفلسطيني و الذي وفر لنا العديد من المراجع المكتوبة بخط اليد و التي لم تظهر للعلن بعد.

السؤال: هل وجدت حقائق مثيرة؟

الجواب: نعم يوجد العديد من الحقائق المثيرة و أولها أن الانسان المسيحي كان في الصدارة في النضال السياسي, و تعرفنا كيف كان الناس عندهم وطنية عالية و كان الناس فعالون بشكل كبير, و كان الوجود المسيحي وجود نوعي بجانب الوجود الاسلامي في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي, و تعرفنا أيضا عن كيفية تعامل الناس مع الشهداء, و من بين القصص التي رأيناها و لفتت أنتباهنا و التي جعلتنا نفكر بطباعة كتاب يتعلق بحروب الشوارع الفلسطينية, مثلا عندما كان انسان يستشهد كانو يضعون جثمانه و يضعون حوله ثلاثة دوائر بحيث كانت الدائرة الأولى للشبان الأقوياء و الدائرة الثانية هي لكبار السن الذكور, و الدائرة الثالثة هي من النساء, بالنسبة لاسرائيل كانت دائما تصادر جثمان الشهداء, ففي البداية كان الجندي الاسرائيلي يواجه المرأة الفلسطينية, و كانت المرأة الفلسطينية هي خط الدفاع الأول في هذه الدائرة.

هنالك حدث معروف لواحدة من الشخصيات الموجودة ببيت لحم أن والدته كانت من النساء التي ضربت الجندي في حذاء على وجهه و بعدها أخذو الجثمان بإتجاه المقبرة و هنالك تم ضربهم بالغاز المسيل للدموع, و لكن تمكنو من وضع الجثمان في داخل القبر.

السؤال: اذا معظم هذه القصص هي تاريخ شفوي, فهل من المهم جمعها؟

الجواب: طبعا من المهم أخذ هذه الأحداث الشفوية لأن الاشخاص الذين حافظو على هذه القصص هم كبار بالسن بالتالي هم يموتون بشكل طبيعي بسبب كبر السن و يجب الحفاظ على هذه القصص, و من المهم تجميعها لأنها تربطنا بالتاريخ الخاص فينا, و نحن اليوم كمسيحيين أو كفلسطينيين بشكل عام عندما نرتبط بتاريخنا بالماضي و نرى كيف كان أهلنا و شعبنا و الاشخاص المرتبطين بالعائلة الخاصة بنا و نرى كيف كانو يتحركون و كانو فاعلين بالمجتمع و كانو يقدمون للبلد و بالتالي يصبح عندك تمسك أكبر و بالأخص نحن في ظروف ينعدم فيها الأمان و الوضع السياسي و الأقتصادي سيئان , و بالتالي الانسان المسيحي و المسلم يشعر بغربة و لكن فرق النسبة بين المسيحي و المسلم هو الذي يجعلنا نشعر بالغربة للمسيحي خارج فلسطين, و بالتالي عندما يشعر المسيحي بأنه لديه شىء يرتكز عليه بالماضي يشعر بأنه في حالة تساعده ليشعر بالقوة, و نحن نشجع في بناء هذه الحالة و نعمل عليها.

السؤال: لماذا أردت تجميع هذا الكتاب؟

الجواب: نريد وضع هذه الموسوعة لنشكل للانسان الفلسطيني و الغير فلسطيني مرجع, و هذا المرجع ليساعده ليعرف كل شىء عن المسيحيين الموجودين في فلسطين, بسبب وجود مشكلة في الدراسات الفلسطينية التي تتناول وجود المسيحي و هذا يجعل إعلامنا الفلسطيني ضعيف في توثيق الحالة المسيحية الفلسطينية, على العكس منها الاعلام الاسرائيلي الذي يروج أن المسيحي ليس معنيا بالحالة الفلسطينية السياسية, و بالعكس المسيحي معني جدا بهذه الحالة, و المسيحي هو إبن هذه البلاد و هو جزء من الحالة السياسية, و هو جزء من الفاعلية الأساسية لتشكيل جزء من هذه الوطنية, فمن الضروري تشكيل مكتبة مسيحية ليرجع اليها وسائل الاعلام في العالم كله بجميع اللغات ليتعرفو أكثر عنا, لكي تتضح الصورة بشكل أقوى.

السؤال: كم عدد الباحثين الذين يعملون معك,وهل لديك متطوعون أيضًا؟

الجواب: الباحثين الأساسيين هم ثلاثة و هم باحث ميداني و باحث كتابي و باحث مشرف (و هو جورج نفسه), و يوجد حوالي 109 متطوعين من بينهم أكاديميين و ميدانيين, و توصلنا الى أقل من 500 مرجع بعد التنقيح و قمنا بعمل 150 مقابلة منها 119 مقابلة مهمة.

السؤال: منذ متى وأنت تبحث في هذه القصص وهل كان بحثًا صعبًا؟

الجواب: نحن نعمل عليهم من ثلاثة سنوات بشكل مكثف و كانت هنالك صعوبات كبيرة لأن جزء من الناس خافت من اعطاءنا المعلومات حيث اعتقدو أننا نجمع المعلومات لأسباب معينة, و هنالك مجموعة من الناس خافو أن يعرف عنهم انهم وطنيون مما سيسبب لهم مشاكل تؤثر عليهم مستقبلا.

و كانت هنالك مشاكل أخرة في جمع المادة التاريخية و التأكد منها, فمراحل التأكد من المادة المعلوماتية مرحلة طويلة و صعبة و هنالك صعوبات مادية قمنا بتغطيتها بشكل فردي من قبلنا, و هنالك أناس قدمو لنا خدمات لهدف المساعدة في اطلاق هذه الموسوعة.

السؤال: متى ستجهز هذه الموسوعة؟

الجواب: أتوقع خلال شهرين, نحن حاليا في مرحلة التدقيق اللغوي بحيث حاليا نقوم بقراءتها و تدقيقها لغويا و خلال حوالي شهرين يجب أن تكون جاهزة و مطبوعة و رقمها الدولي جاهز.

السؤال: هل تخطط لعمل المزيد في المستقبل؟

الجواب: نعم هذه فقط البداية نحن نخطط لعمل مجموعة من الكتب و الدراسات و مجموعة من المخطوطات التي ستتحول الى شكل كتب و سوف نقوم بتشكيل مكتبة مسيحية كبيرة, و بالتعاون مع مركز حفظ التراث و الذي من خلاله أود شكر الاستاذ جورج الأعمى و إياد حنضل الذين يعملون معنا و ييدعموننا في هذا المشروع.

السؤال: ما هي صلاتك من أجل الكتاب، هل تأمل أن يلهم المسيحيين هنا في الأرض اليوم؟

الجواب: أنا أتامل أول شىء عندما يكون شخص من عائلة معينة و يفتح الموسوعة و يرى أهله و اجداده و عائلته و ماذا قدموا و كيف قمنا بتقدير جهدهم, و نتمنى تشجيع الناس ومساعدة الناس لتقوي نفسها و تتآلف مع بعضها أكثر لتشكيل حالة جيدة للوجود المسيحي ليندمج أكثر في الحالة الفلسطينية.

في القديم لم نكن بحاجة لنتكلم عن اندماج المسيحي في الحالة الفلسطينية و لكن حاليا أقل من 1% من السكان هم مسيحيين و هذه كارثة كبيرة رغم أن عددنا في الخارج بمئات الآلاف, و أتمنى هذه الموسوعة أن تفتح آفاق للمسيحيين ليهتمو بتاريخهم أفضل و يعززوا صمودهم في هذه البلاد أكثر.

السؤال: إذا كان هناك من يستمع إليك وربما لديه قصة لمشاركتها، فكيف يمكنه الاتصال بك, هل لديك صفحة على الفيسبوك؟

الجواب: يوجد لدي صفحتي الخاصة على فيسبوك و أسمي جورج أنطون أبو الدنين و صفحتي المسيحيون الفلسطينيون أو عن طريق مكتبة بغداد الثقافية أو مركز حفظ التراث, و يمكن الاتصال بنا على أرقامنا الخاصة و نحن جاهزون للتعاون في أي وقت و نحن في خدمة الفلسطينيين ككل.

وفي نهاية اللقاء أكد د. جورج أبو الدنين أن المسيحي الشرقي ابن هذه الأرض لا بد من أن يكون فعالاً ونشيطاً في خدمة المسيحيين والفلسطينيين بشكل عام لأنه كان عبر التاريخ سبباً في الريادة والنهضة على المستويات الثقافية والعلمية التي لا يمكن نكران مظاهرها؛ فلا ننسى خليل بيدس واسكندر الخوري وخليل السكاكيني وغيرهم كثيرين.

الاكثر من اخبار الحياة

ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻼﺕ

اتصل بنا

  • بريد الكتروني studio@radiohayah.ps
  • هاتف (970) 022777019