المسحة المقدسة

 

وبعدما تعرفت على الرب يسوع المسيح كمخلص شخصي لحياتي ، بدأت أتعلم وأبحث وأدرس عن كل ما هو يختص بالمسحة المقدسة التي هي من عند الله.

أخي وأختي دعنا نمضي معاً برحلة قصيرة ما بين العهد القديم والجديد، لندرك مدى أهمية المسحة الروحية ، ولنتعرف سوياً عن أول ممسوح على وجه الأرض؟.

في الحقيقة وبدون أي شك ، إِنَّ أَوَّلَ ممسوح عرف على مدى التاريخ هو: معلمنا الرب يسوع المسيح له كل المجد و السلطان!.  "رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ "  (سفر إشعياء 61: 1).

وبهذه المسحة المقدسة ، كانت في فكر الله منذ الأزل. كما هو في سفر الأمثال:" منذ الأزل مسحت، منذ البدء" (أم8: 23).

استخدمت المسحة المقدسة في مسح بيت الله في تدشين يعقوب لأول بيت لله في التاريخ كما ذكر في سفر التكوين 28: 10 - 19.

ولقد بين لنا القديس بطرس الرسول عن المسحة بقوله:

" يسوع الذي من الناصرة، كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة" (أعمال الرسول 10 : 38).

إنه هذا الذي مسح بزيت البهجة أفضل من رفقائه (عب1: 9).

وتحقيقًا لنفس هذه النبوة التي وردت في المزمور.(مز44).

وهنا عزيزي القارئ  فإن المسحة: هي الشيئ الذي يمسح، وهوالدهن أو الطيب أو الرائحة العطرة ، ويسمى أيضا بأسم زيت البهجة،حيث وردت كلمة الطيب أكثر من عشرين مرة في الكتاب المقدس. 

وبحسب دراساتي وأبحاثي المتواضعة فأنه للمسحة ثلاثة أشكال أو أنواع رئيسية وهي :

مسحة الروح القدس كما ذكر في عدة أيات مقدسة مثل: رسالة يوحنا الرسول الأولى الأصحاح الثاني والعدد العشرون.

*. " وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ الْقُدُّوسِ وَتَعْلَمُونَ كُلَّ شَيْءٍ ".

*. وَلكِنَّ الَّذِي يُثَبِّتُنَا مَعَكُمْ فِي الْمَسِيحِ، وَقَدْ مَسَحَنَا، هُوَ اللهُ " (كورنثوس الثانية  1 : 21).

*. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلهُكَ بِزَيْتِ الابْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ "(عب 1 : 9 ).

 مسحة الملوك والكهنة والأنبياء 

كما ذكر في سفر الخروج: (30: 30). (ولاوين 8: 30).(1ملوك 19: 15).

مثـلآ : عندما مسح صموئيل داؤود كملك. (1صم13:16).

مسحة المرضى، كما ورد في سالة يعقوب الأصحاح الخامس العدد الرابع عشر "أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ".

ومن الجدير بالاهتمام في سفر الخروج ، يصف الرب لموسى تركيب زيت المسحة المقدسة. (خر22:30 -33).

" ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: خُذْ لَكَ أَطْيَبَ الْعُطُورِ: خَمْسَ مِئَةِ شَاقِلٍ (نَحْوَ سِتَّةَ كِيلو جْرَامَاتٍ) مِنَ الْمُرِّ النَّقِيِّ السَّائِلِ، وَمِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَلاَثَةِ كِيلو جْرَامَاتٍ) مِنَ الْقِرْفَةِ، وَمَئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ شَاقِلاً (نَحْوَ ثَلاَثَةِ كِيلو جْرَامَاتٍ) مِنْ قَصَبِ الذَّرِيرَةِ وَخَمْسَ مِئَةِ شَاقِلٍ (نَحْوَ سِتَّةِ كِيلُو جْرَامَاتٍ) مِنَ السَّلِيخَةِ وَهِيناً (نَحْوَ سِتَّةِ لِتْرَاتٍ) مِنْ زَيْتِ الزَّيْتُونِ النَّقِيِّ وَاصْنَعْ مِنْهَا دُهْنَ مَسْحَةٍ مُقَدَّساً طَيِّباً شَذِيّاً صَنْعَةَ عَطَّارٍ مَاهِرٍ، فَيَكُونَ دُهْنَ مَسْحَةٍ مُقَدَّساً تَمْسَحُ بِهِ خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ، وَتَابُوتَ الشَّهَادَةِ وَالْمَائِدَةَ مَعَ كُلِّ آنِيَتِهَا، وَالْمَنَارَةَ وَآنِيَتَهَا، وَمَذْبَحَ الْبَخُورِ وَمَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ وَسَائِرَ آنِيَتِهِ، وَالْحَوْضَ وَقَاعِدَتَهُ تُقَدِّسُهَا فَتُصْبِحُ قُدْسَ أَقْدَاسٍ، وَيُصْبِحُ كُلُّ مَا مَسَّهَا مُقَدَّساً وَتَمْسَحُ هَرُونَ وَبَنِيهِ أَيْضاً وَتُقَدِّسُهُمْ لِيَكُونُوا كَهَنَةً لِي  "

وكان يخلط الزيت بمقادير معينة من العطور السابق ذكرها، وحينما يمسح الشخص أو المكان بالزيت مما تفيح منه رائحة هذه العطور.

وهنا عزيزي القارئ يسورني بـأن أضع بعض الأمثلة المأخوذة من الكتاب المقدس ، و التي  تبين لنا مدى الأهمية الجوهرية و الروحية لزيت المسحة : 

  شاول بن قيس: "فاخذ صموئيل قنينة الدهن وصب على رأسه وقبله وقال أليس لان الرب قد مسحك على ميراثه رئيسا) . "صم (10: 1

ونجد شواهد كثيرة علي زيت المسحة المقدسة " وتمسحهم كما مسحت آباءهم ليكهنوا لي ويكون ذلك لتصير لهم مسحتهم كهنوتًا أبديًا في أجيالهم" (خر(40: 15

داود بن يسي: 1)صم (16: 13. 

سليمان بن داود:   1)مل(1: 32.

إيليا مسح اليشع بواسطة رداءه ليحل الروح القدس عليه : فنجده في الإصحاح التاسع عشر من سفر ملوك الأول

مسح ياهو بن نمشي : 2)أخ (22: 7 ثم اخرجوا ابن الملك ووضعوا عليه التاج وأعطوه الشهادة وملكوه ومسحه يهوياداع وبنوه وقالوا ليحي الملك 2)اخ(23: 11.

مسح حزائيل ملكا على ارام : 1)مل(19: 15.

مسح ياهو بن نمشي ملكا على إسرائيل : 1)مل(19: 16.

وفي الكتاب المقدس الزيت يرمز للروح القدوس . وهذا السبب الذي جعل هذا الزيت ليس كأي زيت آخر فقد صنع باستخدام أثمن وأفضل العناصر القيمة ليكون زيت مبارك.

وهذا الزيت لا يستعمل لأي إنسان فهو إشارة للمسيح الذي ليس مثله ،اذ هو رمز حقيقي للمسيح الملك ورئيس الكهنة. لذلك يسمى إكليل دُهن مسحة.(لا 12:21) فهو يشير للمقام الكهنوتي والملوكي العظيم للسيد المسيح .

بقلم:  الأخ لمعان ناصر