صوت راديو الحياة
العافية العقلية
جومانا, ما هو سايكولوجي سبا؟
سايكولوجي سبا هو مركز أو واحة للاجتماع يلتقي فيها مجموعة من الاشخاص بغض النظر عن خلفيتهم الدينية أو الثقافية أو العمرية حتى يناقشون موضوع ينعكس على صحتهم النفسية.
متى بدأتم ولماذا بدأتم؟
لقد بدأنا بعام 2015 نفكر بالفكرة لكن التسجيل الرسمي بوزارة الاقتصاد والترخيص كان بعام 2016. لقد بدأنا بعد ما عدت من بريطانيا وأنهيت دراسات الماجستير وعملت بالعديد من المؤسسات المحلية والعالمية. كان أغلب العمل بالعلاج والارشاد وكان هنالك فجوة بجانب العلاج والتثقيف النفسي الذي يختص بالجانب الوقائي لأني أومن ان الوقاية خير من قنطار علاج وبالتالي يجب علينا أن نتجنب المشكلة قبل أن تصبح مستفحلة وصعب التعامل معها فوجدت هذه الفجوة فبدأ التفكير بما ينبغي علينا فعله بهذا المجال. وعندما كنت أقرأ بالادب كنت أقرأ عن الصالونات الأدبية بالقرن الثامن عشر والتاسع عشر عندما كانوا المثقفين يلتقوا حتى يناقشوا موضوع ينعكس على صحتهم وعلى فكرهم وكانوا يطلقون على هذه الصالونات اسم منتجع صحي للعقل. ففكرت أن علم النفس أيضا يدرس العقل ويفيده فلماذا لا نسميه سايكولوجي سبا الذي هو منتجع صحي للعقل وبالتالي نحن ندمج السبا اي المنتجع التي هي لجسمنا والسايكولوجي الذي هو عقلنا أي ندمج الصحة النفسية والعقلية فنحن هنا نعمل على الجانب الوقائي التثقيفي التوعوي ونرفع الوعي بالصحة النفسية حتى نخفف من المشاكل النفسية.
ما هي النشاطات الي تقومون بها هنا؟
هناك العديد من الأنشطة التي نقوم بها سواء داخل المركز الذي تم افتتاحه قبل شهر وهو على فكرة أول مركز مختص بالتوعية والتثقيف النفسي في فلسطين وأول مركز من نوعه من ناحية تصميم المكان من الألوان والنباتات ويوجد مكتبة ولديه طراز المقاهي وليس المكاتب والجو هنا مريح ويوجد نافورة وصوت الماء جميل في المكان. لدينا عدة أنشطة تتم داخل المكان أو أنشطة في الخارج حيث نتواصل مع المؤسسات والناس. الأنشطة عبارة عن العمل بمجموعات والتثقيف النفسي فنحن نستخدم أدوات مختلفة حتى نشرك المشاركين ويكون لهم دور فعال مثل أشياء عملية ممكن أن يتعلموها كأليات التنفس والاسترخاء و ممكن أن يعملوا بمجموعات صغيرة ويعرضوا مواضيع معينة. نستخدم أدوات المسرح والدراما مع اخصائية مختصة بالدراما حتى تساعدهم أن يعبروا ونفتح مواضيع صعب التكلم بها بالحياة اليومية والتي نسميها محرمات لأن هناك وصمة متعلقة بالصحة النفسية. يتم عرض أفلام مشوقة بالمركز ممكن أن تعرض بالسينما ولكن لديها رسائل نفسية توعوية تعليمية يتم مناقشتها بعد الفيلم. بسيكولوجي سبا أيضا سيكون هناك أمسيات ثقافية فنية حيث يجد الناس فيه المكان للاسترخاء وأيضا قمنا ببرنامج بالمدارس حتى نستهدف الجيل الصغير لأنه لخلق تغيير عليك أن تعمل مع الجيل الصغير. هناك العديد من الأنشطة تستطيعون رؤيتها على صفحتنا.
تحدثي لنا قليلا عن عمل المدارس الذي تقومين به؟
لأننا نؤمن أن أي تغيير يجب أن يحدث يجب أن يبدأ بالجيل الجديد, نحن نؤمن أن الصحة النفسية ليست شئ نتعلمه بعمر كبير لأن المفروض عندما يعي الطفل بما يدور حوله بعمر 3 سنوات يجب أن يتعلم كيف يعبر عن المشاعر ويتعلم كيف يجد مساحة للتفريغ النفسي فلدينا أكثر من نشاط ممكن أن نعمله بالمدراس. نعلم أي شئ له علاقة بالتثقيف لكي يزودهم بالمعلومات عن صحتهم النفسية وعن الصحة النفسية وعن علم النفس بشكل عام. وجانب أخر له علاقة بالتفريغ النفسي بأن نزودهم بأدوات أو اليات تساعدهم أن يجدوا مخرج للضغوط النفسية بالذات بعد جائحة كورونا التي سببت ضغط عالمي لكل الناس وبالأخص للأطفال لأن لا يوجد لديهم الاليات التي موجودة عند الكبار نوعا ما.
ألهذا تقومين بعمل المسرح وهل هي طريقة فعالة لارسال رسالتك؟
أدوات المسرح والدراما أليات فعالة جدا بالذات مع الاطفال والمراهقين والشباب لأنها شئ غير تقليدي فبها تسلية وبها مرح وحركة وتساعدهم أن يثقوا بأنفسهم أكثر وتساعدهم أن يتصالحوا مع جسمهم اكثر وتساعدهم أن يفرغوا عن الضغوطات النفسية وليس باجباره بالجلوس والحديث بل بكتابة قصص بطريقة غير تقليدية.
هل العمل مع المرأة دور مهم جدا لأنهن أساس العائلة؟
طبعا, فكما يقال أن المرأة نصف المجتمع اذا لم تكن أكثر. وهي كل المجتمع لأنها ألام والأخت والصديقة والمرأة العاملة التي تعمل بالداخل والخارج فالعمل مع النساء مهم جدا اذا لم يكن الأهم لأنهن المسؤلات بشكل اساسي وبالاخص بالمجتمع الفلسطيني على تربية واعداد الاجيال القادمة وبالأخص أن المرأة بالسنين السابقة لم تأخذ دورها كما يجب والمهم أننا نساعد النساء ونوفر لهم المساحة للتفريغ عن هذه الضغوطات النفسية ونمكنهم من أن يتعاملوا مع الضعوطات المختلفة ويتزودوا بهذه المعلومات والمعرفة حتى يكونوا بصحة نفسية أفضل.
هل من سهل ضم الناس للتحدث والتعبير؟
بشكل عام هو ليس شئ سهل لأن الناس بحاجة الى أن ترتاح وبحاجة الى أن تثق كي تتكلم وهذا الشي الذي استطعنا أن نوفره بسيكولوجي سبا لأن بسيكولوجي سبا المكان بحد ذاته مريح وهناك ثقة بالمركز والطاقم الذي يعمل بالمركز وبالتالي كُسّر الحاجز بننا وبين الناس وكُسّر الحاجز بينهم وبين الصحة النفسية ولذلك يأتون الى هنا للتكلم.
هل يجب أن يتم بناء ثقة مع الناس في البداية؟
طبعا, الثقة هي أهم شئ في أي علاقة حتى بعيدا عن الصحة النفسية هي أهم شئ ونحن نعمل على هذا الشئ مع الناس بالدرجة الاولى وبعدها العمل يكون سهل وممتع ومريح لنا وللناس.
هل ترين أنماط نفسية بين المجتمع الفلسطيني؟ أناس يعانون من نفس المشاكل بسبب الوضع الراهن؟
المشاكل الموجودة عندنا المتعلقة بالصحة النفسية تسطيع أن تقول أنها موجودة بكل العالم لكن هناك خصوصية للشعب الفلسطيني لانه شعب واقع تحت الاحتلال والاثار المتروكة سواء سياسية او اجتماعية أو اقتصادية تسبب عدة مشاكل لذلك أكثر طبيعة سلوكيات بارزة يكون لها علاقة بالقلق فهو منتشر بشكل كبير والاحباط أو الاكتئاب وأعراض ما بعد الصدمة. فالناس لديها قلق كبير وخوف وهذا نتيجة الوضع الذي نعيشه فلا يوجد أمان للمستقبل ويوجد قلق من المستقبل وفي خوف من القادم لأنه لا يوجد استقرار في البلدة.
هل هناك حواجز وصور نمطية سلبية من قبل المجتمع يجب ازالتها من اجل تحسين الصحة النفسية؟
لهذا السبب نحن موجودون بسيكولوجي سبا من أجل أن نكسر حاجز الوصمة بين الناس والصحة النفسية ويصبح هناك تغيير لنظرة الناس للصحة النفسية مع أنه اليوم نحن بوضع أفضل من السنوات الماضية ولكن ما زال هناك وصمة كبيرة متعلقة بالصحة النفسية بحاجة أن نعمل حتى نرفع الوعي بالصحة النفسية وتزول هذه الوصمة ولا يكون شئ معيب أو مخيف. فبعض الناس ترى الأمر وكأن حياة الانسان توقفت ولكن الشئ المميز بسيكولوجي سبا بأنه لا يوجد وصمة على هذا المركز فهو مركز تعليمي تثقيفي مع أنه يحدث اشياء لها قيمة علاجية مثل الجلسات الفردية وما ينعكس بالمجوعة فهي تفيد الناس وتعالجها. والأهم أنه لا يوجد وصمة على المركز وهذه الهوية التي نحاول أن نخلقها عن المركز.
هل تعملين مع ذوي الاحتياجات الخاصة؟
هدفنا أن نصل للاشخاص الذين يعانون من اعاقة معينة وعندما بدأنا العمل بسايكولوجي سبا أمنا ونؤمن أن علم النفس هو للجميع بغض النظر عن وضعك وعن خلفيتك ومنهم الاشخاص الذين يعانون من اعاقة ولذلك عندما رممنا المركز كنا نسعى أن يكون المركز سهل الوصول اليه من الاشخاص الذين يعانون من الاعاقة لكن للصعوبة المادية لم نستطع أن نجعل المركز ملائم للذين يعانون من الاعاقة ونأمل بالمستقبل أن يكون المكان سهل للوصول اليه من قبل الاشخاص الذين يعانون من الاعاقة لكن نحن نتعامل معهم عن طريقة تلبية النداء فنحن نصل لهم فان اراد احدهم الوصول لشئ من خارج المركز. فطبعا هم جزء من خدماتنا.
هل ترين تغيير في حياة الناس وهل لديك قصص لأشخاص تغيرت حياتهم؟
أكيد وهذا هو السبب أننا مستمرون لحد اللحظة وهذا السبب الذي جعلنا بعد 5 سنين أن نفتح المركز ويكون لدينا مركز خاص بنا. هناك العديد من الأشخاص الذين قالوا لنا خاصة الشباب والنساء أنه حياتهم تغيرت من اللقاء الذي حضروه في سايكولوجي سبا وأن حياتهم تغيرت بعد هذه المجموعة. بدون التحدث عن قصص قديمة أود التحدث عن قصص حديثة, منذ أن افتتحنا المركز من شهر لحد الان صدقا هناك أمهات وأباء وناس قالوا لنا "نرى تغيير في السلوك أو في حياة أولادنا, لقد تفتحت أعيننا على عدة أشياء مند أن قدمنا الى هنا وكنا جزء من المجموعة ونشارك بأنشطة سايكولوجي سبا." هناك أشخاص يفكرون بدراسة علم النفس وصحة نفسية بعد ما قدموا واصبحوا جزء من مناقشاتنا وهكذا رأينا التغيير.
لماذا تقومين بهذا العمل؟
أقوم بهذا العمل لأن لدي شغف بعلم النفس وحب للناس وحب لمساعدة الناس وحب لأرى الناس تتمتع بنوعية حياة أفضل. الحياة صعبة جدا عندما تعيشها لوحدك وعندما تواجه الصعوبات لوحدك. عندما نمسك بأيدي بعضنا البعض ونتعاون للتخفيف من وطأة المشاكل الحياة تصبح أسهل وأمتع ولها معنى. نقوم بهذا العمل حتى تتمتع الناس بنوعية حياة أفضل.
ما هي صلواتك لمستقبل هذه المؤسسة؟
أصلي وأحلم أن يصبح تغيير للنظرة للصحة النفسية في فلسطين من قبل الناس وأن الجيل الجديد يتقبل الصحة النفسية وتصبح جزء من حياته مثلها مثل الصحة الجسدية ويصبح عندنا منهاج أو كتيب صغير لتزويد الجيل القادم بأدوات تساعدهم أن يكونوا بصحة نفسية أفضل وتكون الضغوطات أخف ليس لأن الحياة ستصبح أسهل لكن لأننا سنصبح أقوى لأننا محصنين بالمعرفة التي أعطانا اياها الله بالادوات والعلم حتى نكون قادرين أكثر للتعامل مع صعوبات الحياة.
ما هي صفحتكم على الفيسبوك للأشخاص الذين يدون معرفة معلومات أكثر؟
صفحتنا الرسمية على الفيسبوك هي سايكولوجي سبا مكتوبة بالعربية والانجليزية ولدينا موقع رسمي وهو
www.psychologyspa.com
الزمن يتغير
الكثير من وسائل الإعلام
FILMED OVER BETHLEHEM