سيارة البابا في عام 2014 تتحول الى عيادة متنقلة في غزة

مقابلة راديو حياة مع "بيتر بيرن" من كاريتاس السويد

تحدث راديو حياة مع بيتر بيرن من كاريتاس السويد، ونحن نتحدث عن سيارة البابا. من أين أتت هذه المركبة البابوية؟ هل هي من عندما جاء لزيارة بيت لحم في عام 2014؟

بالضبط، وقد ظلت معروضة هناك في مكان عام منذ سنة 2014.

وهل كانت هذه المركبة معروضة للجميع لرؤيتها؟

كانت في مقهى يسمى "سيجافريدو". إنه يتبع لحراسة الأراضي المقدسة والمسؤول هناك هو الأب إبراهيم فلتس. لذا فهم يمتلكونها، البابا تبرع بها لحراسة الأراضي المقدسة ثم وضعوها هناك وبعد ذلك أرسلنا بعض الميكانيكيين إلى هناك لمعرفة ما إذا كانت لا تزال في حالة تسمح بإعادة استخدامها لإنقاذ الأرواح في غزة. وقالوا نعم، إنها تتطلب بعض العمل، لكننا نستطيع إصلاحها وبالفعل أصلحوها. إنها الآن في حالة يسمح بنشرها في غزة. ولكن يجب أن أقول إننا كتبنا إليه وطلبنا منه في نهاية العام الماضي وسألناه إذا كان بإمكاننا استخدام سيارته التي استخدمها في بيت لحم عام 2014 لتحويلها إلى عيادة متنقلة للأطفال فقال نعم. لقد أيد هذه الفكرة في رسالة مكتوبة حصلنا عليها من سفير الأب الأقدس في السويد.

يبدو أنه كان يحب أهالي غزة كثيراً، أليس كذلك؟

أعتقد أنه كان يحب الجميع، لكن ربما أن الأب "رومانيللي" وهو ابن بلاده من الأرجنتين والذي كان يتحدث معه طوال الوقت وكان مهتمًا جدًا بوضع الأطفال في غزة أثر عليه. لكن بالإجمال كان يحب الجميع وخصيصاً الأطفال أينما كانوا وبالنسبة له كل طفل هو عبارة عن صورة الله ومثاله ويجب معاملة جميع الأطفال بنفس الحب.

كم من الوقت استغرق تحويل السيارة؟

هؤلاء الميكانيكيون في بيت لحم كانوا يعملون ليلًا ونهارًا حقًا. لقد استغرق الأمر منهم بضعة أسابيع، لكنهم كانوا فريقًا جيدًا. كان هناك الكثير من الاهتمام من الناس لرؤية المركبة لكنهم تمكنوا أيضًا من إبعاد الناس حتى يتمكنوا من أداء عملهم بشكل صحيح. لذا في المرآب كانت السيارة متوقفة لمدة 3-4 أسابيع على ما أعتقد.

ماذا يمكنك أن تجد داخل المركبة؟

ستتمكن من العثور على معدات طبية. سيتم تجهيزها بطاقم طبي ماهر من فريق كاريتاس القدس العامل في غزة. لديهم أكثر من 100 موظف، وقد قُتل العديد منهم أيضًا، لكنهم تمكنوا من الحفاظ على عملياتهم رغم الظروف الصعبة جدًا. لذا سيتم إحضارها إلى غزة، وسيقوم كاريتاس القدس بتشغيلها، وستكون مكملاً للخدمات الحالية التي يقدمها كاريتاس القدس للأطفال المتضررين في غزة.

هل ستتمكنون من إدخالها إلى غزة على الفور، أم أن هذا شيء تخططون للقيام به عند انتهاء الحرب؟

على حد علمي أن المركبة جاهزة للعمل، لكن يجب أن نحصل على إذن من السلطات المختصة. لذا هذا خارج نطاق ما يمكنني الإجابة عليه. في رأيي الشخصي، يجب السماح بدخول المساعدات الإنسانية. لا يجوز استخدام المساعدات الإنسانية لأي غرض آخر غير تقديم المساعدات الإنسانية.

كيف كان الوضع لفريقك العامل في غزة حاليًا؟

إنه فريق كاريتاس القدس، لكننا جزء من عائلة كاريتاس نفسها. وكما قلت، هناك العديد من أعضاء الفريق الذين قُتلوا بالفعل منذ 7 أكتوبر أثناء العمل. لذا إنه وضع صعب بالنسبة لهم، ونفكر فيهم، ونصلي من أجلهم، وأنا معجب بتفانيهم في مواصلة العمل وخدمة أطفال غزة رغم الوضع الصعب.

وهناك الكثير من الأطفال في غزة، أليس كذلك؟ لذا ستكون هذه بركة حقيقية لهم وستساعد في تلبية الاحتياجات الموجودة هناك في هذا الوقت. وبالطبع ستكون هناك احتياجات مستمرة أيضًا حتى بعد الحرب، أليس كذلك؟

بالتأكيد، الكثير من الأطفال قد نزحوا. لذا عليك أن تنظر إلى حقوق الأطفال، حقهم في التعليم، حقوقهم في الرعاية. الأطفال لم يبدؤوا الحرب لكنهم يدفعون الثمن الأغلى في جميع أنحاء العالم. كنت أعمل قبل ذلك مع منظمة أخرى تسمى "War Child"، وكنا نعمل مع الأطفال في الحرب في كل مكان، وعدد الأطفال الذين يكبرون في الحرب في ازدياد، والآن هناك الكثير من التركيز على غزة، وهذا واجب على الجميع، لكن هناك أيضاً الكثير من الأطفال الذين يعانون في جميع أنحاء العالم تحت عواقب الحرب التي بدأها الكبار.

هل رأيت هذه السيارة التي تركها البابا في عام 2014؟

لقد رأيتها بالفعل. رأيتها في فبراير من هذا العام. كنت هناك في بيت لحم. وكنت سعيد جدًا برؤيتها. ثم استدعينا الميكانيكيين وطلبنا رأيهم. وقالوا نعم، من الممكن إصلاحها حتى يتمكنوا من إدخالها في مهمتها الجديدة.

هل هذا إرث عظيم تركه البابا لأهالي غزة؟

ليس فقط لأهالي غزة. أعتقد أنه كان رجلاً طيبًا بقلب طيب وكان مهتمًا بحياة الأطفال في غزة وما بعدها. وهذا حيث نأمل بالفعل أن يتم استخدام المركبة أيضًا في أماكن أخرى. في جميع أنحاء العالم حيث حقوق الأطفال لا يتم الحفاظ عليها بالطريقة التي ينبغي من قبل كل دولة وقعت على اتفاقية حقوق الطفل.