
مقابلة
تحدث راديو حياة مع ماهر نيقولا قنواتي، رئيس بلدية بيت لحم الجديد. هل هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها رئيس للبلدية؟
نعم، إنها المرة الأولى. كنت عضوًا في المجلس البلدي لمدة 13 عامًا كعضو في المجلس وشخص يعمل من أجل الشعب. ولكن الآن، للمرة الأولى، أصبحت رئيس لبلدية بيت لحم.
هل ولدتَ هنا في بيت لحم؟
نعم، ولدت وترعرعت في بيت لحم.
إذن كيف هو شعورك كونك رئيس لبلدية بيت لحم؟
أعتقد أن تولي منصب رئيس بلدية بيت لحم لم يكن مجرد حدث عابر. والدي الراحل كان دائمًا يرغب في أن يكون لدينا هذه العلاقة الخاصة مع بيت لحم. وعندما تولد في بيت لحم وتعيش وتترعرع فيها، فإنك تطور هذا النوع من الارتباط الذي يجعلك تشعر أنك لا تستطيع مغادرة بيت لحم، وأنك مرتبط جداً بالمدينة وتاريخها وكل ما يتعلق ببيت لحم. وكما تعلمون، يسوع هو مثل شخص من أهل هذه البلد بالنسبة لنا. لقد ولد في بيت لحم، ونحن نفعل الأشياء وفقًا ليسوع، ويسوع في قلوبنا. وكان والدي دائمًا يعلمنا ما فعله يسوع وكيف يتم ذلك من خلال يسوع. وهكذا أصبحنا نحب مساعدة الآخرين، نحب خدمة الآخرين والعمل من أجل المجتمع. وكان هذا دائماً ما ننظر إليه بالنسبة لنا ولمستقبلنا. لذا أعتقد أن تولي منصب رئيس بلدية بيت لحم يعني النزول من أي منصب تكون فيه من أجل أن تخدم الشعب ولعمل ما هو صالح للناس. وهذا ما أحاول القيام به.
إذن، هل كان لديك دائماً الرغبة في أن تكون رئيس للبلدية؟
نعم، أعتقد ذلك. أعتقد أن والدي أيضاً الذي توفي في عام 2018 أراد ذلك، لأن هناك بعض الناس الذين يقولون لي أن والدي كان دائماً يقول إن أحد أبنائه سيكون رئيساً لبلدية بيت لحم. وهذا ما بنانا عليه ودرّبنا من أجله كما أعتقد طوال الوقت.
هل هذا نابع من رغبة في خدمة الناس هنا وخدمة هذا المجتمع؟
بالتأكيد. وكان والدي بلا شك أعظم شخص رأيته من بيت لحم يعمل من أجل هذه المدينة، وهو محبوب من قبل أهل بيت لحم. وقد قدم كل ما يستطيع لمساعدة ودعم جميع أهالي بيت لحم، ليس فقط المسيحيين، لأنه شعر أن أهالي بيت لحم هم أهالي بيت لحم، بغض النظر عن ديانتك. وكان رجلاً عظيماً، وأنا آمل أن أصل إلى النقطة التي سيكون فخوراً بي فيها.
ما هي الصعوبات التي تواجهها مدينة بيت لحم اليوم؟
كما تعلم، بيت لحم تعتمد بشكل كبير على السياحة، أعتقد أن أكثر من 80٪ من السكان يعتمدون على السياحة. وبعد السابع من أكتوبر، انخفضت السياحة إلى الصفر تقريبًا في مدينة بيت لحم. وجميع الفنادق والمطاعم والمحلات وكل صناعة السياحة أُغلقت تماماً. بالإضافة إلى ذلك، لدينا عمال يعملون خارج بيت لحم يتم رفض منحهم التصاريح، لذا فهذا مصدر دخل آخر لم نعد نمتلكه. كما تعلمون فإن السلطة الفلسطينية تواجه الكثير من المشاكل مع الرواتب، وهذا المصدر الثالث للدخل بالنسبة للناس. وبالطبع لدينا المنظمات الدولية، والأونروا تتعرض للهجوم كما تعرفون. وجميع هذه المساعدات ومصادر الدخل للناس أصبحت تنخفض إلى الصفر تقريباً. لذا فإن الوضع سيء حقاً. كبلدية هنا، نحن لا نحصل حتى على 20% مما يجب أن نحصل عليه من أهالي بيت لحم، لأنهم ببساطة ليس لديهم دخل ولا يملكون المال للمساهمة. ولهذا نواجه صعوبات كبيرة في دفع رواتب العاملين هنا والذين يعملون من أجل خدمة الآخرين في المدينة. فالوضع سيء جدًا جدًا من هذه الناحية، لكننا دائماً لدينا أمل. وأنا أؤمن أن بيت لحم لها اسم كبير، ولها مكانة كبيرة في قلب كل مسيحي في العالم. وسنقوم بالتواصل مع ملياري مسيحي الموجودين حول العالم ومع القادة العالميين لدعم بيت لحم، ولمساعدة الناس على البقاء في بيت لحم. لا نريد رؤية الناس يغادرون هذه الأرض بسبب نقص الدخل والخدمات. وللأسف لدينا هجرة كبيرة خلال السنة والنصف الماضية، ونأمل أن نوقف ذلك من خلال محاولة جذب دعم الناس من حول العالم للمشاريع في مدينة بيت لحم، وبالطبع دعم المؤسسة الرئيسية وهي بلدية بيت لحم، لكي نستمر في خدمة أهالي بيت لحم.
أنت تعمل في قطاع السياحة، فهذا أمر شخصي بالنسبة لك أيضاًُ، أليس كذلك؟
بالتأكيد نعم. كما أخبرتك، 80% من أهالي بيت لحم يعملون في قطاع السياحة. لدينا ورش عمل ومصانع ومنتجات للحجاج القادمين إلى المدينة، وعندما يتوقف هذا القطاع، لن يتمكن هؤلاء الناس من الإنفاق كما كانوا يفعلون لو كان القطاع يعمل بشكل جيد. أعتقد أنها فوضى كاملة للجميع في المدينة، حتى لو كنت لا تعمل في قطاع السياحة، لأنك تتأثر بالزبائن الذين لا يملكون المال لإنفاقه على أي شيء آخر.
ما هو معدل البطالة حالياً في بيت لحم؟
ليس لدي أحدث معدلات البطالة، لكني أعتقد أنها الأعلى، فبالإضافة إلى ما يحدث في غزة، أعتقد أننا في أعلى معدل. في مرحلة ما قبل الحرب كانت أكثر من 20% ، والآن أعتقد أنها أكثر بكثير. العمل العائلي الذي كنت أديره سابقًا، كنا نمتلك 77 عاملاً، والآن انخفض العدد إلى 12 عامل فقط، وهم لا يحصلون على رواتبهم كاملة، ولا نعلم ما الذي سيحدث لاحقًا.
لقد ذكرت بالفعل عائلات مسيحية تغادر، لا بد أن هذا الأمر محزناً لك. هل تعتقد أنهم سيعودون؟
كما تعلم، الهجرة ليست فقط للعائلات المسيحية، أعتقد أن جميع أهالي بيت لحم يحاولون العثور على مكان يوفر حياة جيدة ومستقبلاً آمناً لأطفالهم. لكن بالطبع، المسيحيون في بيت لحم لديهم عائلات منتشرة حول العالم، في أوروبا وأمريكا الوسطى والجنوبية وإفريقيا، لذا لدينا جميعاً خطة بديلة. لماذا نبقى هنا في سجن مغلق دون دخل جيد أو مستقبل مشرق لأطفالنا؟ عندما تكون لديك فرصة للعيش في الولايات المتحدة أو مكان آخر على سبيل المثال لذلك نحاول تشجيع الناس على البقاء هنا، ولتحقيق ذلك نحتاج مساعدة المجتمع الدولي.
هل تعتقد أن بعض الذين غادروا سيعودون إلى بيت لحم؟
آمل ذلك. كما أخبرني صديق مؤخراً: 'نصفنا في قبرص الآن، اشترينا منازل ونحاول إنشاء أعمال، سنرى إذا توقفت الحرب فلدينا أعمال وسنعود، وإلا سنلحق بهم'. هذا محزن حقاً. بعد التوجيهي، أي الثانوية العامة في بيت لحم، سافرت وحصلت على الماجستير في ألمانيا عام 1996، ثم ذهبت إلى الولايات المتحدة وحصلت على ماجستر إدارة الأعمال من جامعة MIT لكني دائماً كنت أفكر في بيت لحم. في كل فرصة أثناء دراستي، كنت أعود حتى لو لأسبوع أو يومين في أعياد الميلاد أو الفصح أو مناسبات العائلة. حتى أولاد عمي في هندوراس الذين لا يتحدثون العربية - جدهم غادر في الأربعينيات بعد الحرب - يحتفظون بهذا الارتباط القوي ببيت لحم. هذا الارتباط لا يمكن لأحد أن ينتزعه، لكننا بحاجة لجعل الجو مناسباً لعودتهم.
ما الذي تحبه في بيت لحم؟
بيت لحم هي بيتي وحياتي وعائلتي وتاريخي. في كل مكان هنا أرى ذكرى والدي وتاريخ أهل بيت لحم، وفوق كل هذا مكان ميلاد المسيح، إنها عاصمة العالم المسيحي.
هل تتبع خطى قادة عظماء؟
يسوع، بلا شك لا أحد أفضل من يسوع وكلنا نحاول أن نتبع خطاه، وفي خدمة الناس أحاول أن أسير على خطى والدي.
ما هي صلاتك لبيت لحم؟
الصلاة التي نرددها جميعاً وهي بأن تظل بيت لحم آمنة، فقد ظلت آمنة طوال 80 عاماً رغم كل الصعوبات. كانت بيت لحم أكبر بكثير قبل أن يأكل احتلال الجدار أراضيها ويفصل بين الناس والكنائس. أصلي أن تبقى بيت لحم بأمان دائماً وأصلي أن يُهدم هذا الجدار، وأن نحقق سلاماً عادلاً دائماً، وأن تنشأ مشاريع تشجع المغتربين على العودة والاستثمار والعيش هنا. ومن هنا أدعو الجميع لزيارة بيت لحم والسير حيث سار المسيح والتمتع بأرض الكتاب المقدس.