الاعتداء على موجات الأثير
في قلب البلدة القديمة لمدينة بيت لحم، تعمل مدرسة كتابة الأيقونات على إحياء فن عريق تعود جذوره إلى القرون الرابعة والخامسة الميلادية في
محاولة لإعادة تقديم هذا الفن كجزء من ثقافة مسيحيي فلسطين.
وتتميّز مدرسة الأيقونات عن غيرها من المعاهد الفنية في مدينة بيت لحم بكونها مركزاً له القدرة على إنماء روح التواضع والإبتعاد عن الأنانية حيث يعتبر العمل الذي يقوم به الطلاب عملاً مكرساً للرب في الدرجة الأولى.
وتحاول المدرسة أيضاً على نقل طلابها من بيئة تكثر فيها المغريات الخارجية والدنيوية حيث يكون الشخص غارقاً في أنانيّته إلى بيئة يكوّن فيها عقليته وحياته من خلال حياة الصلاة والعمل المكرس لله.
ومن العناصر الأساسية التي يجب أن تحتويها الأيقونات هو عنصر الهدوء والسكينة والطمأنينة والذي يخلو من أي عامل يشتت الانتباه، ويسعى كاتب الأيقونات من خلال هذا العنصر إلى إلهام وتغذية إيمانه وإيمان الشخص الذي يبجّل الرب الحي.
وتهدف المدرسة ليس على اتقان عمل وكتابة الأيقونات فحسب بل تحرص أيضاً على تعريف طلابها على مراحل نشأة هذا الفن وتطوره عبر القرون وذلك من خلال عقد محاضرات أسبوعية تغطي مرحلة محددة في كل مرة.
وتعتبر مدرسة الأيقونات المدرسة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تعلم هذا الفن القديم والذي شهد ولادته مع مجيء الرهبان المتنسكين في الصحراء في القرون الرابعة والخامسة الميلادية. وكان تعلم كتابة الأيقونات مسؤولية وفرحة وعطاء للرهبان الفلسطينيين حيث كانت وما زالت وسيلة لتقديم الشكر والإحترام للرب.
الزمن يتغير
الكثير من وسائل الإعلام
FILMED OVER BETHLEHEM